جدل حول استغلال “كنيسة الساينتولوجي” لطالبي اللجوء في دبلن بوعد المساعدة في اللجوء
تواجه كنيسة الساينتولوجي في دبلن، اتهامات باستغلال طالبي اللجوء من خلال وعود بتقديم شهادات تطوعية تعزز فرصهم في الحصول على وضع اللاجئ. هذا الاتهام أثار جدلًا واسعًا، حيث يُزعم أن المهاجرين استُدرجوا للمشاركة في أنشطة تطوعية دون فائدة حقيقية لطلباتهم.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
استقطاب طالبي اللجوء
أنس اشتية، فلسطيني أردني يقيم في مركز الإيواء في كروكسلينج جنوب دبلن، صرح بأنه تم استقطابه من قبل أحد السكان النيجيريين في الصيف. وُعد اشتية بشهادات تُعزز موقفه في طلب اللجوء، بالإضافة إلى مساعدة في مقابلات العمل.
خلال شهرين، قام اشتية بتنظيم مجموعات من 30 إلى 50 شخصًا من طالبي اللجوء مرتين أسبوعيًا للتوجه إلى وسط دبلن لتوزيع منشورات مناهضة للمخدرات.
وتم إنشاء مجموعة “واتساب” تربط سكان مركز كروكسلينج بالساينتولوجي لتسهيل التواصل واستقطاب، حيث انضم ما يصل إلى 200 شخص.
العمل التطوعي دون مقابل
شارك المتطوعون في تنظيف مقر الكنيسة ومناسبات مثل “يوم نيلسون مانديلا”، حيث حصلوا على شهادات مشاركة، لكنهم لم يتلقوا أي أجر.
ويقول اشتية، إنه طلب منه تدريس اللغة الإنجليزية لزملائه طالبي اللجوء في مقر الكنيسة دون أجر، وعُرض عليه سكن مقابل القيام بذلك.
ووصف ناشطون حقوقيون كنيسة الساينتولوجي، بأنها منظمة تسعى لاستغلال المجتمعات الهشة، بما في ذلك طالبي اللجوء، لتعزيز صورتها في المجتمع.
وقال آلان إيدج، عضو المجلس المحلي في جنوب دبلن: “من الواضح أنهم يحاولون التغلغل في جميع جوانب العمل المجتمعي والتلاعب بالناس لتحقيق ذلك”.
وأكد خبير قانوني، أن الشهادات المقدمة من الساينتولوجي “عديمة الفائدة” عند تقديم طلبات اللجوء.
رد الكنيسة
صرحت ديانا شتال، مديرة الشؤون العامة لكنيسة الساينتولوجي في إيرلندا، بأن طالبي اللجوء تواصلوا مع الكنيسة بأنفسهم وطلبوا المشاركة في المشاريع التطوعية.
وأضافت أن الكنيسة وفرت وجبات طعام للمتطوعين ولم تقدم أي نصائح قانونية تتعلق بطلبات اللجوء.
وقرر أنس اشتية التوقف عن التعاون مع الكنيسة في شهر 8 الماضي، بعد أن نصحه أحد أصدقائه الأيرلنديين بذلك.
وقال إنه شعر بأنه تم استغلاله، وهو الآن يركز على تأمين وضعه القانوني في إيرلندا والبحث عن عمل بأجر.
وأضاف: “لقد أضاعوا وقتي، كانوا يريدون منا أن نفعل كل شيء مجانًا. إذا أردت التطوع، سأفعل شيئًا مفيدًا لشعب إيرلندا”.
ودعا خبراء ومنظمات حقوقية، إلى ضرورة مراقبة الأنشطة التي تستهدف طالبي اللجوء، والتأكد من حماية حقوقهم وعدم استغلال أوضاعهم الهشة.
وطالب ناشطون في مجال حقوق الإنسان الحكومة بوضع ضوابط أكثر صرامة على الجهات التي تتواصل مع سكان مراكز الإيواء، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وأشاروا إلى أهمية توعية طالبي اللجوء بحقوقهم القانونية وسبل التطوع الشرعية التي تعود بالنفع الحقيقي على المجتمع والمشاركين.
واقترح محامون مختصون إنشاء آليات رقابية لضمان عدم استغلال طالبي اللجوء من قبل منظمات تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة.
كما شددوا على أهمية توجيه طالبي اللجوء نحو أنشطة تطوعية موثوقة ومسجلة تدعم طلباتهم بشكل مشروع وتعزز اندماجهم في المجتمع الأيرلندي.
ومع تصاعد الجدل حول هذه القضية، يبدو أن هناك حاجة ماسة لإجراءات حكومية وتوعوية لتعزيز حماية طالبي اللجوء وضمان حصولهم على بيئة آمنة تدعم تطلعاتهم للاندماج والعمل في أيرلندا دون استغلال.
ويشير هذا الحادث إلى مخاطر استغلال طالبي اللجوء وإقحامهم في أنشطة لا تعود بالنفع عليهم فعليًا. ويمكن لمثل هذه الممارسات أن تؤثر سلبًا على سمعة برامج اللجوء في إيرلندا، مما يثير تساؤلات حول كفاءة الرقابة على الجهات التي تتعامل مع هذه الفئة الحساسة.
وانتقدت جمعيات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني غياب رقابة فعالة على مراكز الإيواء، مما سمح للكنيسة باستغلال حاجات طالبي اللجوء وتقديم وعود غير واقعية.
وشددت هذه الجمعيات على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لضمان عدم استخدام طالبي اللجوء كوسيلة لتعزيز مصالح خاصة.
ويرى خبراء في شؤون اللجوء، أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى فقدان الثقة بين طالبي اللجوء والجهات التي تقدم الدعم لهم، ما يعوق جهود دمجهم في المجتمع.
ودعوا إلى تعزيز الشفافية في التعامل مع طالبي اللجوء وتقديم أنشطة مفيدة تعود بالفائدة الحقيقية على وضعهم القانوني والاجتماعي.
تقرير ـــ سورشا بولاك وكونور غالاغر
المصدر: Irish Times