تصاعد التطرف اليميني في أيرلندا: تهديدات عالمية وخطر محلي متزايد
على الرغم من أن أيرلندا لم تشهد تصاعدًا كبيرًا لليمين المتطرف مقارنة بدول أوروبية أخرى، إلا أن البلاد ليست محصنة ضد موجة التطرف المتزايدة التي يغذيها الخطاب المعادي للهجرة، وفقًا لخبيرة في مكافحة التطرف العالمي. تقرير جديد صادر عن المشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف (Gpahe) يكشف عن خطورة هذا الاتجاه وتأثيره العالمي، بما في ذلك أيرلندا.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
المشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف
يهدف المشروع إلى مواجهة تهديد اليمين المتطرف مع التركيز على حقوق الإنسان والقيم التقدمية. وقد وثّق المشروع استجابة “ملحوظة ومزعجة” من الجماعات المتطرفة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أنه في غضون ساعات من إعلان فوز ترامب، احتفلت جماعات يمينية متطرفة، مثل براود بويز وشبكات النازيين الجدد وجماعات تفوق البيض، بدعوات للعنف ضد الفئات المستهدفة.
وأضاف المشروع أن هذه الجماعات تبنّت لغة تهديدية ضد الشخصيات السياسية والنساء والمجموعات المهمشة، واصفةً مخطط (Project 2025)، وهو خطة قومية مسيحية تدعو للسلطوية، بأنه متوافق مع أهدافها.
الوضع في أيرلندا
صرّحت ويندي فيا، المؤسسة المشاركة والرئيسة للمشروع، خلال حديثها لموقع (BreakingNews.ie)، أن أيرلندا ليست استثناءً من هذه التحركات.
وقالت: “عندما نشرنا تقريرنا، تلقينا ردود فعل معارضة من أشخاص يقولون إنه لا يوجد تطرف يميني في أيرلندا. لكن الواقع أن البشر في أيرلندا مثلهم مثل غيرهم، وهذا النوع من المشكلات موجود”.
وأوضحت أن التقرير تناول أيرلندا إلى جانب دول مثل البرتغال وألمانيا، مضيفة: “سواء حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة نجاحًا انتخابيًا أم لا، فإن ذلك لا يعني غياب المشكلة”.
وتتضمن الجماعات اليمينية المتطرفة في أيرلندا أحزابًا مثل الحزب الوطني وحزب الحرية الأيرلندي، بالإضافة إلى مجموعات مثل بذرة أيرلندا وانهض أيرلندا. كما يوجد فرع رسمي لجماعة براود بويز في أيرلندا، على الرغم من أن عدد أعضائها النشطين لا يتجاوز 10 أفراد. ومع ذلك، لديهم أكثر من 1,000 متابع على (Telegram) ينشرون محتويات عنصرية ومعادية للمهاجرين.
الأحداث الأخيرة وتصاعد العنف
شهدت أيرلندا أحداث عنف مرتبطة بالخطاب المعادي للهجرة، بما في ذلك مظاهرات عنيفة في منطقة كولوك بدبلن، حيث أُحرقت مبانٍ بعد شائعات خاطئة بأنها مخصصة لاستضافة اللاجئين.
كما أشار التقرير إلى تأثير انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، والذي أدى إلى تصاعد الأنشطة المتطرفة عالميًا، بما في ذلك خطط لترحيل ملايين المهاجرين، ما يعزز الشرعية للأعمال المعادية للمهاجرين في دول أخرى، بما فيها أيرلندا.
انتقادات وردود فعل
أكدت ويندي فيا أن الانتقادات لتقريرهم حول أيرلندا لم تأتِ فقط من الجماعات اليمينية المتطرفة، بل من الجمهور الذي أنكر وجود مشكلة مرتبطة بالخطاب المعادي للمهاجرين أو للمجتمع المثلي.
وأضافت: “بعض الأشخاص ببساطة لا يريدون أن تكون هذه مشكلة”.
التأثير الأوروبي والدولي
أوضحت فيا أن أوروبا تشهد أيضًا تحركات يمينية متطرفة، مع زيادة النشاط في دول مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا. وأشارت إلى أن أيرلندا تبدو قوية في مواجهة هذا المد، لكنها حذرت من أن التراخي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
وأضافت أن جماعات اليمين المتطرف، مثل مارتن سلنر، زعيم حركة الهوية النمساوية، تعمل بشكل منسق مع جماعات أمريكية لنشر خطاب الكراهية عالميًا.
وقالت: “الأفكار اليمينية المتطرفة تنتشر بسهولة في الدول الناطقة بالإنجليزية، والولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في تصدير هذه الأفكار”.
أهمية التصدي للخطاب المتطرف
أكدت فيا على أهمية التصدي للخطاب المتطرف من خلال بناء رواية مضادة ومشاركة المجتمع والقيادات السياسية بفعالية. وأوضحت: “من الضروري أن تبقى هذه القضايا في إطار السياسة، وألا تنزلق إلى مستوى نزع الإنسانية”.
كما أشادت بموقف الشرطة عقب أعمال الشغب في دبلن عام 2023، حيث أرجع مفوض الشرطة درو هاريس العنف إلى “افتراضات مليئة بالكراهية” مدفوعة بمعلومات مضللة عبر الإنترنت.
بينما تظل أيرلندا قوية نسبيًا في مواجهة خطاب الكراهية، يبقى الحذر والوعي المجتمعي ضروريين لضمان عدم تصاعد هذه التحركات. من خلال الحوار المجتمعي والسياسات الحكيمة، يمكن الحد من تأثير التطرف وحماية القيم الديمقراطية.
المصدر: Breaking News