Slide showأخبار أيرلندا

بلدة بالاغاديرين تواجه انقسامات متزايدة بشأن الهجرة وسط مخاوف من ارتفاع معدل الجريمة

Advertisements

 

كانت بلدة بالاغاديرين في مقاطعة روسكومون رمزًا يحتذى به في الترحيب والاندماج، إذ استقبلت آلاف المهاجرين واللاجئين بترحاب وسخاء منذ سنوات. ولكن اليوم، تتحول هذه البلدة الصغيرة التي تضم حوالي 2,400 نسمة إلى ساحة للنزاع والمخاوف المتصاعدة، حيث تشتكي من ارتفاع معدلات الجريمة، وسط نقص في تواجد الشرطة، مما يسبب شعورًا متزايدًا بالاستياء لدى السكان المحليين.

في يوم الأحد الماضي، تجمع الأهالي في مسيرة صامتة على ضوء الشموع، يقودهم عضو المجلس المحلي مايكل فراين، مطالبين بتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة في البلدة.

وأكد فراين، أن هذه المسيرة ليست ضد المهاجرين، بل تعبر عن رغبتهم في العيش بكرامة واحترام. ومع ذلك، لم يسلم الحدث من تدخل بعض الناشطين المناهضين للهجرة، حيث حضر عدد قليل من أنصار حزب “National Party ومجموعة “Clann Éireann، إضافة إلى “الصحفي المواطن” المثير للجدل فيليب دواير، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المناسبة.

في لحظة درامية، حاول دواير مقاطعة خطاب فراين الذي كان يطالب فيه بتعزيز تواجد الشرطة في البلدة، فرد عليه فراين أمام الحشد قائلاً: “أنت مجرد صوت يحاول إثارة الكراهية، ولكن سكان بالاغاديرين سيبقون متحدين كما كانوا دائمًا”، ما قوبل بهتافات تشجيع من الحضور.

وتكرست المخاوف لدى السكان بعدما انتشرت شائعات بشأن حادثة اعتداء في البلدة تورط فيها شابان من خلفيات مختلفة، مما دفع ببعض المنصات اليمينية المتطرفة إلى نشر مزاعم مضللة وإثارة الأجواء، مدعين زورًا أن الواقعة تتعلق بلاجئين أجانب.

وانتشرت معلومات غير صحيحة حول مهاجرين من أصول أفريقية أو الشرق الأوسط. وفي ذروة الأحداث، تجمع نحو 24 شخصاً ليلاً في البلدة، بعضهم يرتدي أقنعة ويحمل أسلحة، واستهدفوا منازل يقيم فيها أفراد من مجتمع الروما، مما أسفر عن تدمير بعض الممتلكات دون وقوع إصابات.

وأصدرت الشرطة بيانًا عاجلاً حذرت فيه من “الدرجة الكبيرة من المعلومات الخاطئة” المنتشرة عبر الإنترنت حول الحادثة، مؤكدة أن القضية لا تتعلق بأي شخص من طالبي الحماية الدولية.

بالاغاديرين التي اشتهرت بكرم ضيافتها وروحها المتقبلة للآخرين، والتي حازت في عام 2018 على جائزة “Rehab People of the Year لتقدير جهودها في دعم اللاجئين، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍ حقيقي مع تضاعف أعداد المهاجرين وضغوط الموارد والخدمات. فقد كشفت الإحصائيات أن 39% من سكان البلدة في عام 2022 كانوا من أصول خارجية، وبالرغم من استقبال اللاجئين بأذرع مفتوحة، فإن نقص الأطباء والمساكن والمدارس أصبح يثقل كاهل المجتمع المحلي.

وصرحت شارون بيرن مورفي، رئيسة مجموعة “Ballaghaderreen Concerned Citizens وأحد المنظمين لمسيرة الاحتجاج الأخيرة، بأن البلدة كانت قد وُعدت بدعم أكبر لتلبية احتياجات سكانها الجدد، لكنها ترى أن هذه الوعود لم تتحقق بعد. وقالت: “وعدونا بأطباء إضافيين، ومقاعد دراسية، ولكن لم يتم تحقيق شيء”.

من جانبه، أكد كيفين دافي، مالك متجر “Supervalu المحلي، أن المشكلة الأكبر التي يواجهها حاليًا هي حوادث السرقة المتزايدة، قائلاً: “كانت تحدث سرقات أسبوعيًا، الآن تحدث عدة مرات في اليوم”.

في ظل هذا الانقسام المتزايد، يجد أهالي بالاغاديرين أنفسهم في مفترق طرق؛ فمنهم من يعبر عن قلقه من تزايد الخطاب المعادي للهجرة، ومنهم من يؤيده بشدة، بينما يبقى البعض الآخر في موقف محايد، ينتظر رؤية ما ستسفر عنه الأوضاع في هذه البلدة التي كانت يوماً رمزاً للاندماج.

 

المصدر: Irish Times

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.