أصوات أطفال بلا مأوى: أحلام بسيطة وحياة معقدة بين جدران الإقامة الطارئة
هناك أطفال في البلاد ينمون ويكبرون في غرف لا يعتبرونها منازلهم، بعيدين عن مجتمعاتهم وأحبتهم، محاصرين في إطار الإقامة الطارئة التي تفرضها الظروف عليهم وعلى عائلاتهم. يُظهر هؤلاء الأطفال شجاعة لا مثيل لها؛ يتأقلمون، يكافحون، ويأملون في يومٍ يعيشون فيه حياةً عادية في منزل خاص بهم، حيث يرون ابتسامات أمهاتهم تضيء حياتهم كل يوم. خلف جدران الإقامة الطارئة، هناك قصص تحمل الأمل والتحدي، وأحلام بسيطة قد تبدو للكثيرين عادية، لكنها بالنسبة لهم حياة جديدة.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
حكايات من واقع حياة صعب
يعيش جيك، 9 سنوات، منذ أكثر من عام بلا مأوى مع والدته في فندق وسط دبلن. كان يشارك الغرفة مع شقيقته الكبرى، بيكا، 18 عامًا، التي انتقلت للعيش مع جدتها في تالا القريبة من مدرستها. اضطر جيك لتغيير مدرسته للانتقال إلى مدرسة قريبة من مكان إقامته الطارئة. يفتقد جيك أصدقاءه ومجتمعه القديم، حيث لم يُسمح له بإحضار أصدقائه إلى الفندق، قائلاً: “أفتقد أصدقائي من مدرستي القديمة، ولم أجد صديقًا مقربًا جديدًا بعد”.
بالنسبة لجيك، يمثل المنزل الحقيقي مكانًا مليئًا بالأشياء، حيث كان لديه أسرة متعددة وغرف عديدة. الآن، يعيش في غرفة بها سرير طابقي وسرير عادي فقط، ويعتمد على تناول وجباته في صالة الطعام بالفندق حيث لا تتوفر مطبخ في الغرفة. يتمنى أن تعود والدته إلى الطهي له، ويأمل أن يحصل على منزل جديد مع والدته وأخته بيكا قريبًا.
معاناة الأطفال في ظل غياب الاستقرار
بحسب إحصائيات منظمة (Focus Ireland)، فإن هناك 4 آلاف و561 طفلًا في البلاد ينامون ليلاً في أماكن لا يعتبرونها منازلهم، ويعانون من غياب الاستقرار ويفتقدون الأمان الأسري والأصدقاء.
وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال يعانون من فقدان مجتمعاتهم وخصوصياتهم، ويشعرون بالقلق على أمهاتهم اللاتي يكافحن لتوفير حياة كريمة لهم رغم الظروف الصعبة.
وتقول بيكا، شقيقة جيك، إنها تفتقد الشعور بالاستقلالية والراحة، وتقول: “شعرت أن جزءًا مني قد فقد. المنزل هو شيء أساسي للغاية”.
وتعيش بيكا الآن مع جدتها وتقوم بواجباتها المنزلية وتناول طعامها على سريرها، مضيفةً: “أود أن يكون لدي مكان خاص بي”.
آمال لمستقبل أفضل
يعمل آرون فيرغسون، مدير حالة العائلات في منظمة (Focus Ireland)، مع عائلات بلا مأوى في دبلن، ويشير إلى الصعوبات التي تواجهها العائلات في ظل الظروف الضاغطة، حيث يؤثر فقدان الخصوصية والقدرة على اللعب أو استقبال الأصدقاء على الأطفال بشكل كبير.
ويقول فيرغسون: “غالبًا ما ترى الأطفال يظهرون شجاعة، بينما يخفون معاناتهم”.
من جانبه، يشير مايك ألين، رئيس قسم الدعوة في (Focus Ireland)، إلى الحاجة إلى تخصيص نسبة أكبر من الإسكان الاجتماعي للأسر التي تعاني من التشرد لفترات طويلة.
وأضاف: “نحتاج إلى مقاربة مستهدفة تتضمن تخصيص وحدات سكنية محددة للأسر بلا مأوى، خصوصًا في دبلن حيث تفاقم الأزمة”.
أحلام الأطفال في بيوت خاصة بهم
يتمنى رونالد، 7 سنوات، والذي يعيش مع والدته في مركز إيواء عائلي منذ عام، أن يعود إلى منزل أكبر بغرف متعددة، حيث يقول: “المكان الجديد صاخب جدًا، ولا يُسمح لأصدقائي بزيارتي”.
ويحلم ببيت جديد يكون لديه غرفة خاصة به وألعاب، ويقول: “أريد أن يكون لي هامستر، وأخصص له مكاناً في غرفتي الجديدة”.
من جهته، يقول كيليان، 9 سنوات، الذي يعيش مع والدته وشقيقته في مركز إيواء منذ شهر 4 الماضي، إنه يشتاق لمنزله القديم حيث كان يتمتع ببعض الخصوصية. الآن يقضي معظم وقته على سريره، مضيفاً: “أود الحصول على استراحة من هذا السرير”.
ويحلم بمنزل كبير يحتوي على غرفة لكل فرد من عائلته.
وتسعى (Focus Ireland)، لتضخيم أصوات هؤلاء الأطفال من خلال إنشاء لجنة شبابية، لتمكينهم من التعبير عن آرائهم ومخاوفهم، وتوفير بيئة داعمة لهم من خلال اللعب والمشاركة.
وتقول هيستر رودينهويز، قائدة فريق العمل مع المشردين في المنظمة: “نأمل أن يشعر الأطفال بأن لأصواتهم قيمة، وأن يؤثر ذلك بشكل إيجابي عليهم”.
وبين الأمل والواقعية، يستمر الأطفال وأسرهم في الانتظار، آملين في حياة جديدة وآمنة.
المصدر: Irish Times