من مطبخ ميشلان إلى شوارع كيلكيني: قصة حب وصراع لتأسيس إمبراطورية الخبز
في أحد مطابخ أشهر مطاعم العالم، حيث يعمل الطهاة على إبداع الأطباق التي تأخذ الأنفاس، ولدت قصة حب غير متوقعة بين شاب بولندي وفتاة فلبينية. نيكول سيرفر وبارتيك باولوكوج، اللذان اجتمعا وسط حرارة الأفران وبخار القدور في مطعم “Noma“ الحائز على ثلاث نجوم ميشلان، لم يتخيلا أن قصة حبهم ستكون بمثابة رحلة طويلة مليئة بالتحديات التي ستأخذهم من قلب الدنمارك إلى مدينة صغيرة في أيرلندا.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
بداية حب من أول “طبق” عندما التقى بارتيك، الشاب البولندي الطموح، بنيكول في أول يوم لها في Noma، كان يعرف أن هذا اللقاء ليس عاديًا. فبعد أيام قليلة فقط، انتقل الاثنان للعيش معًا، وبعد ثمانية أشهر فقط كانا مخطوبين. كانت حياتهما في الدنمارك مليئة بالإثارة، ليس فقط لأنهما كانا يعملان في واحد من أفضل مطابخ العالم، بل لأن الحب كان ينمو بينهما مع كل طبق يُحضرونه معًا.
الانتقال إلى أيرلندا: مغامرة محفوفة بالمخاطر بعد الزواج في 2016، كانت نيكول مترددة في ترك الراحة التي كانت تشعر بها في الدنمارك. لكن بارتيك أصر على أن يأخذها في مغامرة جديدة، مغامرة أيرلندية. خلال شهر العسل، تجولا في أيرلندا، وزارا أسواقها المحلية ومنتجي الأطعمة الذين أدهشوا نيكول بجودة منتجاتهم. وكان القرار الحاسم: الانتقال إلى كيلكيني وتأسيس مخبز ومطعم خاص بهما.
النضال من أجل الحلم لكن الحلم لم يكن سهل المنال. افتقارهم للدعم المالي من البنوك جعل الأمور أكثر تعقيدًا. بارتيك ونيكول لم يستسلما، بل قررا المخاطرة بكل شيء. قروضان شخصية ضخمة من بنكين مختلفين، أموال من العائلة والأصدقاء، وكل ما جمعاه من مدخرات… لقد كانت مخاطرة كبيرة، بل كانت مقامرة بحياتهم ومستقبلهم.
وفي شهر 6 من عام 2019، افتتحا مخبز “Arán” في كيلكيني. ومع أول يوم افتتاح، كانا يملكان فقط 200 يورو في جيوبهما، ولم يكن لديهما حتى المال الكافي لدفع الإيجار. لكن القدر كان بجانبهما، فصف طويل من الزبائن تجاوز 300 شخص اصطفوا أمام المخبز، مما أنقذ اليوم الأول وجعل الحلم ممكنًا.
تحديات الحياة كأجانب في أيرلندا رغم النجاح الأولي، كانت الحياة في أيرلندا مليئة بالتحديات. نيكول واجهت صعوبات في الحصول على إقامتها، حيث استغرقت العملية 12 شهرًا، مما أضاف طبقة أخرى من الضغوط على الزوجين. كما كانت التعاملات مع البنوك المحلية معقدة بشكل غير متوقع. ورغم كل هذه التحديات، لم يتوقف الزوجان عن الإصرار على تحقيق حلمهما.
النجاح رغم كل شيء اليوم، ليس فقط أن “Arán” أصبح واحدًا من أبرز الأماكن في كيلكيني، بل أن الزوجين وسعا أعمالهما لتشمل مطعمًا آخر عبر الشارع يقدم أشهى الأطباق المعتمدة على المنتجات المحلية. كما أطلقا منتجًا جديدًا مستوحى من الصلصات الكورية، ويسعيان لتوسيع إنتاجه. فازت منتجاتهم بعدة جوائز، وأصبحت قصتهم قصة نجاح تلهم الكثيرين.
المصدر: Irish Times