سقوط الأسد يفتح باب الأمل: سوريون في إيرلندا يتطلعون إلى العودة لوطنهم
في حدث وصفه الكثيرون بـ”غير المتوقع”، أثار سقوط نظام بشار الأسد مشاعر مختلطة بين السوريين في إيرلندا، حيث يواجهون خيار العودة إلى بلدهم الذي اضطروا لتركه لسنوات طويلة.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
يقول غيث شال، مهندس برمجيات سوري-إيرلندي، مستعيدًا الأمل برؤية أصدقائه الذين اختفوا قسريًا تحت النظام السابق.
ويضيف: “لقد أمضيت الأيام الأخيرة أبحث في قوائم السجون عن أسماء أصدقائي. جزء مني كان يتمنى أن يكونوا قد ماتوا لتجنب التعذيب، لكن الآن عاد الأمل من جديد”.
غيث، الذي جاء إلى إيرلندا عام 2015 عبر برنامج القبول الإنساني السوري، شهد هو وعائلته اللحظة التاريخية لسقوط النظام معًا. ورغم أن والده سارع بحجز رحلة إلى دمشق فور سماعه الأخبار، يقول غيث إنه يخطط لزيارة سوريا قريبًا بعد أن تخلى عن الأمل في العودة طيلة حياته.
بالنسبة لروان المصري، طالبة دكتوراه في كلية ترينيتي دبلن، كان السقوط حدثًا عاطفيًا. روان، التي غادرت سوريا عام 2011 مع أسرتها كجزء من أول مجموعة من اللاجئين السوريين إلى إيرلندا، تتطلع الآن لزيارة منزل طفولتها ومقابلة أقاربها. تقول: “لم أكن أعتقد أن سوريا ستصبح حرة يومًا ما، وأنني سأتمكن من العودة بحرية ودعوة هذا المكان مجددًا بـ’الوطن'”.
ورغم الفرحة، هناك تساؤلات كبيرة حول المستقبل. تقول رايدا المهدي، التي عملت في المجال الإنساني في سوريا: “السقوط السريع للنظام أشبه بمعجزة، لكن استعادة ما فُقد سيستغرق وقتاً طويلاً. يجب معالجة الجروح العميقة في المجتمع السوري بطريقة صحيحة لتجنب استمرار دورة الانتقام”.
رايدا معروف، الذي جاء إلى إيرلندا عام 2020، يتردد بشأن العودة المبكرة بسبب التقارير التي تشير إلى استمرار عدم الأمان في سوريا. يقول: “هناك أزمة إنسانية كارثية، والسقوط مجرد بداية. آمل أن يتمكن الشعب السوري من إعادة البناء”.
بينما بدأ البعض في التخطيط لزيارات قصيرة إلى سوريا، يتحدث آخرون عن معضلة الهوية. تقول روان: “في مكتبي أعمل مع جنسيات مختلفة، ودائمًا يتحدثون عن زيارة وطنهم خلال العطلات. والآن يمكنني القول: لدي وطنان، ويمكنني زيارتهما”.
ومع أن السقوط يمثل نهاية حقبة دامت أكثر من خمسة عقود، إلا أن السوريين في إيرلندا يواجهون تحديات كبيرة في تحديد الخطوات القادمة. ما بين الحنين للوطن وبناء حياة جديدة في إيرلندا، يتطلع الجميع إلى مستقبل أفضل لسوريا وشعبها.
المصدر: Irish Times