دعا تقرير جديد اصدرته مؤسسة الدراسات الأوروبية التقدمية، إلى ضرورة انضمام أيرلندا لتوجيهات الاتحاد الأوروبي لحماية العمالة المهاجرة ومنع أصحاب الأعمال من استغلال العاملين المهاجرين واساءة معاملتهم.
وقام القائمون على التقرير بدراسة وفحص ظروف العمل والمعيشة للمهاجرين العاملين في قطاعي الزراعة والرعاية في ألمانيا واليونان وأيرلندا وإسبانيا على مدى عامين، للوقوف على مدى تأثير ظروف العمل على الحياة اليومية للمهاجرين وعلى قدرتهم على المشاركة في الحياة المجتمعية وإلى أي مدى تعيق التشريعات غير الملائمة إدماج المهاجرين بدلاً من تسهيلها.
وقال التقرير إن المهاجرين العاملين في الزراعة والرعاية في ألمانيا واليونان وأيرلندا وإسبانيا، يتعرضون لأشكال متعددة من الحرمان، كما جاء فيه أن العمال المهاجرين في إسبانيا وأيرلندا يعيشون في ظروف صعبة ويحصلون على أجور منخفضة في قطاعي الزراعة والرعاية.
وأكد التقرير إن المهاجرين كانوا مكونًا مهمًا طويل الأجل للقوى العاملة الزراعية في أيرلندا، حيث يعمل في هذا القطاع 164,400 شخص، منهم 60٪ مهاجرون.
وتعد إفريقيا الوسطى والبرازيل والبلقان وبولندا وأوكرانيا والهند أكبر المناطق التي يأتي منها المهاجرون الذين يدخلون أيرلندا.
كذلك أورد التقرير أن العمال المهاجرين غالبًا ما يتم نقلهم إلى أماكن عملهم دون معرفة مسبقة بموقعه، ويعملون لساعات طويلة بشكل مفرط ويتقاضون رواتبهم نقدًا في نهاية اليوم، وهو ما يعادل أقل من الحد الأدنى للأجور.
وأوضح التقرير أن هذه الوظائف هي الملاذ الأخير للبقاء على قيد الحياة بالنسبة للمهاجرين، مع وجود عدد قليل من خيارات التوظيف، وأضاف أن المهاجرين العاملين في صناعة تعبئة اللحوم الأيرلندية يواجهون ظروف عمل مسيئة واستغلالية ويتعرضون للخطر وسوء المعاملة.
أما في قطاع الرعاية فيقدر أن 22٪ من مقدمي الرعاية العاملين في المنازل أو في مرافق الرعاية السكنية هم من خارج أيرلندا.
ووفقا للتقرير، تعمل النساء المهارات في مجال رعاية المسنين بسبب سهولة الحصول على مؤهل مساعد الرعاية الصحية والعثور على وظائف في هذا المجال.
ويشير التقرير إلى أنه حتى وقت قريب، سمحت الحكومة الأيرلندية بتوظيف محدود للغاية لعمال رعاية مدربين من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية لتلبية احتياجات العمل المتزايدة في قطاع الرعاية، ونتيجة لذلك، تعتمد الأسر الأيرلندية على خدمات المهاجرين وعمال الرعاية المنزلية على أساس غير رسمي، مما تسبب في تعرض تلك الفئة للاستغلال والعمل في ظروف صعبة، دون أن يتمكنوا من تقديم شكوى خوفا من فقدان عملهم.
أما عن ظروف العمال المهاجرين خلال جائحة كورونا، فقد أكد التقرير إن عمال الرعاية من أكثر الفئات ضعفًا في القوى العاملة خلال تلك الفترة، بسبب الاتصال الوثيق مع الأفراد المصابين في المستشفيات ودور رعاية المسنين.
هذا وقد أوصى التقرير بانضمام أيرلندا إلى توجيهات الاتحاد الأوروبي للعمال المهاجرين، والذي يضمن ردع أصحاب العمل من توظيف العمال المهاجرين وإساءة معاملتهم.
وكذلك جاء من ضمن التوصيات وضع البلاد لخطة عمل وطنية لمكافحة العنصرية والتمييز على أساس العمل.
المصدر: RTÉ
