دعا رئيس الوزراء، سيمون هاريس، إلى لإعادة ضبط العلاقة بين أيرلندا والمملكة المتحدة بعد فوز حزب العمال في الانتخابات العامة.
وفي حديثه من مباني الحكومة، قال إنه سيتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني القادم، كير ستارمر، في الساعات القادمة لتهنئته على ما وصفه بـ “الفوز الشامل”.
وأشار هاريس إلى أن العلاقة بين البلدين “ذات عواقب عميقة” وأن العلاقة بين القادة مهمة للغاية.
وقال: “اليوم هو يوم النظر إلى الأمام. إنه يتعلق بتحقيق الإمكانيات الكاملة لتلك العلاقة بين رئيس الوزراء الأيرلندي ورئيس الوزراء البريطاني وبين حكوماتنا. أعلم أن كير ستارمر وأنا نشارك الرغبة في تعزيز تلك العلاقة. حان الوقت لإعادة ضبط العلاقة “.
وفي تصريحاته في برنامج “Today with Claire Byrne” على قناة RTÉ، قال هاريس إنه يجب النظر في الهياكل القائمة للتفاعل المنتظم بين المكتبين.
وأوضح: “عندما كانت المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، كان رئيس الوزراء الأيرلندي ورئيس الوزراء البريطاني يلتقيان عدة مرات في السنة بسبب الاجتماعات الأوروبية ومنتديات دولية أخرى. ونحن بحاجة إلى التأكد من أننا نستخدم الهياكل الموجودة من خلال اتفاق الجمعة العظيمة لتحقيق تفاعل حقيقي وذو مغزى”.
وتحدث رئيس الوزراء في وقت سابق عن بيان حزب العمال، قائلاً إن اللغة المستخدمة حول أيرلندا كانت لغة الشراكة وكيف أن كلا البلدين هما الضامنان لسلامهما المشترك.
وأعرب هاريس عن رغبته في إرسال رسالة إلى لندن تفيد بأنه سيبذل نفس الجهد والطاقة التي يبذلها ستارمر في عملية السلام.
وعند سؤاله عن نتائج الانتخابات في أيرلندا الشمالية، لم يعلق رئيس الوزراء تحديداً على الخسائر البارزة، لكنه قال إنه يعتقد الآن أن هناك أشخاصاً في “مناصب قيادية رئيسية ملتزمون تماماً بالسلام والازدهار لتحقيق الإمكانيات الكاملة لاتفاق الجمعة العظيمة”.
وأشاد بالزعماء السياسيين في أيرلندا الشمالية على “النضج الذي أظهروه” في الأشهر الأخيرة، مضيفاً أنه واثق من أنهم “ملتزمون تماماً” بجعل المؤسسات تعمل لصالح شعب أيرلندا الشمالية.
وقال رئيس الوزراء إنه يأمل في “اغتنام اللحظة” لإعادة ضبط العلاقات الأيرلندية البريطانية.
وأضاف: “أعتقد أنه إذا تمكنا من تحقيق ذلك، ذلك الاحترام المتبادل وفهم أدوارنا كضامنين (لاتفاق الجمعة العظيمة)، يمكن أن يتدفق الكثير من الخير من ذلك عبر مجموعة متنوعة من المجالات”.
وعلق رئيس الوزراء على النتائج السيئة لريشي سوناك وحزب المحافظين، متمنياً لرئيس الوزراء السابق كل التوفيق.
وقال: “الانتخابات صعبة”، وأضاف: “أتمنى بصدق له ولزوجته وأطفاله وداعميه كل التوفيق”.
وأشار إلى أن السنوات القليلة الماضية كانت “مضطربة بشكل استثنائي لأسباب متعددة، ليس أقلها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”، لكنه قال إن مع وجود رئيس وزراء جديد الآن، يمكن أن تكون هناك فرصة لـ “إعادة ضبط كبيرة”.
كما هنأ نائب رئيس الوزراء، ميشيل مارتن، السيد ستارمر على “الفوز الحاسم” لحزبه، مشيراً إلى أنه يمثل فرصة لـ “إعادة ضبط العلاقة الأيرلندية البريطانية”.
وفي حديثه على برنامج “Morning Ireland” على قناة RTÉ، وقال مارتن إن الحكومة المحافظة السابقة لم “تحتضن روح اتفاق الجمعة العظيمة” بمعنى أن كلا الحكومتين كانتا الشريكتين الرئيسيتين.
وأوضح: “كانت هناك طرق للتفاعل وما إلى ذلك، ولكن ليس بالمستوى الذي كنت قد شهدته في حكومات مختلفة فيما يتعلق بالشعور بأن الحكومتين تشتركان في ضمان اتفاق الجمعة العظيمة والحفاظ على علاقة قوية. لم يكن هذا هو الحال في السنوات الأربع الماضية، كان غير متسق تماماً وأعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان له تأثير خاص على أيرلندا الشمالية والعلاقات الأيرلندية البريطانية فيما يتعلق بمحاولة حل تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على اتفاق الجمعة العظيمة… لقد خلق توترات وضغوطات لا تزال تلعب دوراً في الانتخابات في أيرلندا الشمالية اليوم”.
وقالت زعيمة حزب الشين فين، ماري لو ماكدونالد، إن واحدة من أكبر الفرص التي جاءت من هذه الانتخابات هي فرصة إعادة ضبط العلاقات الأيرلندية البريطانية.
وفي حديثها على نفس البرنامج، قالت: “آمل أن يستغل كير ستارمر المساحة السياسية والتفويض الذي يملكه لإلغاء تشريعات التراث وإعادة ضبط تلك العلاقة”.
وأوضحت: “لتكريم اتفاق الجمعة العظيمة بكل جوانبه والعمل في شراكة حقيقية مع جميعنا لتحسين حياة الناس في الشمال وعبر البلاد”.
وأضافت ماكدونالد أن هناك “ضرراً حقيقياً ودائماً” حدث في الشمال تحت حكم المحافظين.
وقالت: “عانى الناس هنا في الشمال بشكل كبير تحت حكم التقشف من المحافظين، الضرر كان حقيقياً ودائماً وسيكون هناك عمل … لإثبات الحاجة إلى تمويل مستدام مناسب للخدمات العامة في هذا الجزء من أيرلندا”.
واختتمت بقولها: “هذا سيكون عملاً لنا جميعاً”.
المصدر: RTÉ
