Slide showأخبار أيرلندا

من ألم الفقد إلى شفاء الروح: ورش الكتابة الإبداعية تساعد الآخرين في مواجهة صدمات الحياة

Advertisements

 

بعد وفاة شقيقها روهان عن عمر يناهز 28 عامًا بسبب ورم في الدماغ، تحوّلت سيرشا رافيرتي، من مقاطعة كلير، إلى الكتابة الإبداعية كوسيلة للتعامل مع الحزن والصدمات التي عاشتها هي وعائلتها.

اليوم، تستخدم سيرشا هذه التجربة الصعبة لمساعدة الآخرين من خلال ورش عمل في الكتابة الإبداعية، حيث تقدم للمشاركين أدوات لمعالجة مشاعرهم وإيجاد منفذ علاجي من خلال الكتابة.

وتحدثت سيرشا عن علاقتها الوثيقة بشقيقها الراحل قائلة: “كان روهان أكبر مني بسنة وثمانية أشهر، وكان شخصًا نشيطًا جدًا ومحبًا للمغامرات والسفر. لم يكن من السهل إقناعه بالجلوس، فقد كان رياضيًا شغوفًا ومتفوقًا دراسيًا، لدرجة أنني كنت أجد ذلك مزعجًا بعض الشيء!”.

وعندما بلغ روهان 24 عامًا، بدأ يشعر بأعراض غير مريحة.

وقالت: “اشتكى من مشاكل في الرؤية وأوصاه الطبيب بإجراء فحص للعين. لاحظنا تغيرات في تنسيقه الحركي خلال تدريبات كرة القدم، وأخذته أمي إلى مستشفى غالواي لفحص شامل. لم نتوقع أن تكون المشكلة ورمًا في الدماغ، لكن للأسف، هذا ما اكتشفناه”.

وخضع روهان لعمليتين جراحيتين وتمكن من التعافي بشكل جيد، حتى أن الورم بدأ في الانكماش بعد العلاج.

وأوضحت: “عاش أربع سنوات خارج المستشفى، متمسكًا بحياته، لكن لم يكن بالإمكان إزالة الورم بالكامل لأنه كان قريبًا من جذع الدماغ”.

وللأسف، عاد الورم للنمو، وتوفي روهان في شهر 9 لعام 2022، بعد أسابيع قليلة من عيد ميلاده الثامن والعشرين.

وخلال رحلة مرض شقيقها، لجأت سيرشا إلى الكتابة كمنفذ للتعبير عن مشاعرها.

وقالت: “درست الكتابة الإبداعية بالتزامن مع تشخيص روهان، وكان من الصعب عليّ الاستمرار، لكن شقيقي شجّعني بقوله: ‘يجب أن تفعلي ذلك'”.

وساعدتها الكتابة في تخطي تلك الفترة الصعبة، حيث كانت تنقل مشاعرها المتخبطة إلى الورق، مما وفر لها مساحة للتفكير خارج أجواء المرض والعائلة.

وقالت: “الكتابة منحتني تركيزًا وسط الصدمة، وأحيانًا كان من الأسهل التعامل مع مشاعري من خلال الخيال والقصائد بدلاً من الحديث المباشر عن ما يحدث”.

وبدأت سيرشا في نشر كتاباتها على مدونتها “A Good Kind of Scary” بدعم من شقيقها قبل وفاته. واليوم، تنظم ورش عمل في الكتابة الإبداعية لمساعدة الآخرين في معالجة مشاعرهم.

وقالت: “روهان كان مصدر إلهامي الأكبر، وما أقوم به الآن هو بفضله. لقد شجعني على مشاركة كتاباتي، وأنا ممتنة لذلك. فقده دفعني إلى التفكير: ‘لماذا لا أفعل كل ما أريد فعله؟'”.

وتطلق سيرشا ورشة كتابة إبداعية تستمر لمدة خمسة أسابيع، تبدأ في 26 من الشهر الجاري بالتزامن مع الأسبوع الوطني للتوعية بأورام الدماغ.

وقالت: “هذه الورش موجهة لأفراد العائلات أو مقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع أحبائهم المصابين بأورام في الدماغ، سواء كانوا على قيد الحياة أو قد رحلوا”.

وأوضحت أن الهدف هو إعطاء المشاركين مساحة للاهتمام بأنفسهم، بعيدًا عن الشعور بالعجز الذي قد يرافق تقديم الرعاية.

وأضافت: “عندما يمرض شخص تحبه، يصبح محور الاهتمام، ويمكن أن تفقد نفسك في هذه الرحلة. أريد أن أشجع الناس على تخصيص وقت لأنفسهم والتأكد من أن مشاعرهم تستحق الاهتمام أيضًا، لأن ما يحدث هو أمر مخيف وصعب للغاية”.

وتقدم سيرشا من خلال ورشها دعمًا عاطفيًا للمشاركين، مؤكدة أن الكتابة ليست فقط للتعبير، بل أيضًا وسيلة للشفاء ومواجهة صدمات الحياة. قصتها هي شهادة على قوة التحول من الألم إلى الأمل، ودليل على أن من رحم المحن يمكن أن تنبثق مسارات جديدة من الإبداع والشفاء.

 

المصدر: Rsvp Live

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.