مئات اللاجئين السوريين في لبنان ينتظرون الأمل: وعود إيرلندا بالتوطين تتحول إلى خيبة أمل في منطقة حرب
يعيش ما يقرب من 400 لاجئ سوري في لبنان مأساة إنسانية بعدما وافقت الحكومة على إعادة توطينهم قبل عامين، إلا أن هذه الوعود بقيت مجرد وعود بلا تنفيذ. اضطر هؤلاء اللاجئون إلى النوم في الشوارع والعيش في ظل غياب كامل للتعليم والعلاج الطبي المناسب، حيث يخشون الترحيل إلى سوريا. ومع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله، باتت حياتهم في خطر أكبر، ما يجعل مغادرة لبنان أكثر تعقيدًا مع احتمال إغلاق المطار أو استهدافه بالقصف.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
وعود لم تُنفذ وواقع يزداد سوءًا
في شهر 11 لعام 2022، التقت بعثة حكومية مع حوالي 375 لاجئًا سوريًا في لبنان، وأبلغتهم بإمكانية نقلهم إلى إيرلندا بنهاية عام 2023. لكن بعد مرور ما يقرب من عام، لا يزال اللاجئون عالقين في لبنان، يشعرون بالتجاهل والخذلان. كانت إيرلندا قد التزمت بإعادة توطين 2,900 لاجئ بين عامي 2020 و2023، إلا أن 576 فقط تم نقلهم، من بينهم 486 من لبنان.
وقالت تانيا وارد، الرئيسة التنفيذية لتحالف حقوق الطفل: “نحن نعيش في دوامة من الأزمات، حيث تُترك العائلات عالقة في لبنان بلا أي تحرك ملموس. الحكومة تحتاج إلى الوفاء بوعودها”.
حياة على حافة الخطر
تحدثت بعض العائلات عن العيش في الشوارع خوفًا من القصف أو الترحيل. إبراهيم خليل الحمود الخلاف، لاجئ سوري كان من المفترض أن يسافر إلى إيرلندا مع زوجته وطفليه، قال: “عندما أُخبرت أن ملفنا قُبل للسفر إلى إيرلندا، فرحت كأنني وُلدت من جديد. لكن التأخير يعرضنا الآن لخطر الموت بعد أن كنا نأمل في حياة آمنة”.
وأشار إبراهيم إلى أن ابنه يعاني من مشكلة في القلب، بينما تترك ابنته المدرسة لتعمل في الزراعة، بسبب عدم توفر وثائق الإقامة.
“الأطفال محرومون من أبسط حقوق الطفولة”
قالت مشيرة شيخو، لاجئة سورية من حلب، إن عائلتها فرت إلى بيروت بعد أن تعرض منزلهم للقصف في اليوم الأول من التصعيد الإسرائيلي في شهر 9 الماضي.
وأوضحت: “تركت أطفالي عملهم في المخبز بعد أن اشتد القصف مجددًا. ابنتي كان يجب أن تكون في الصف العاشر الآن، لكنها ما زالت في الثامن”.
بينما تحدثت غادة الحراكي، أرملة تعيش مع ابنتيها في وادي البقاع، عن حالة الخوف التي تعيشها العائلة يوميًا، قائلة: “نعاني من خوف شديد من القصف والطائرات. حياتنا معلقة، وابنتي الصغيرة بدأت تعاني من نوبات هلع”.
دعوات عاجلة للحكومة للتحرك
مع تصاعد الأزمة، دعا اللاجئون الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ وعودها، محذرين من أن الوقت ينفد مع استمرار الحرب وإمكانية إغلاق مطار بيروت.
وقالت فيونا هيرلي، المديرة التنفيذية لمنظمة (Nasc) المعنية بحقوق المهاجرين: “في ظل الأعداد القياسية للأشخاص المهجرين حول العالم، يصبح من الضروري على الحكومات الوفاء بالتزاماتها وفتح المسارات القانونية أمام اللاجئين”.
وأشارت إلى أن المجتمع الإيرلندي يمكنه أيضًا المساهمة من خلال برنامج رعاية المجتمع، الذي يتيح للمجموعات المحلية دعم عائلة لاجئة من لبنان مباشرة.
أحلام مؤجلة وقرارات مؤلمة
بين اللاجئين الذين قابلتهم صحيفة (Irish Times)، هناك من تخلى عن فرص عمل أو منح دراسية خوفًا من تفويت فرصة السفر إلى إيرلندا. تحدثت إحدى الأمهات عن ابنها الصغير الذي يسأل باستمرار عن سبب عدم نقلهم إلى إيرلندا عندما يسمع صوت طائرات مدنية تحلق في السماء.
وقالت: “نحن لا نريد سوى حياة آمنة. حتى لو عشنا في خيمة، سنكون مستعدين. المهم أن نبتعد عن هذا الجحيم”.
المصدر: Irish Times