“قلوبنا تتألم” – اللبنانيون في أيرلندا يراقبون الحرب من بعيد
في شارع سانت أندروز بدبلن، يبعد مطعم “سيدار تري” اللبناني حوالي 4 آلاف كيلومتر عن لبنان، ولكن بالنسبة للعاملين في هذا المطعم والجالية اللبنانية في أيرلندا، فإن بلادهم تظل حاضرة في أذهانهم كل يوم.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
في الأسابيع الأخيرة، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على لبنان، مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص وتشريد 600 ألف آخرين وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وتقول سيرين سرحان، مديرة مطعم “سيدار تري”: “من المؤلم للغاية أن نراقب ما يحدث”.
انتقل والداها إلى أيرلندا لأول مرة في الثمانينيات، وافتتح والدها وعمها مطعم “سيدار تري” في عام 1986. وبعد ولادتها هي وشقيقتها، قرر والداها العودة إلى لبنان لتربيتهما. لكن الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 أجبرتهم على العودة إلى أيرلندا مرة أخرى.
تقول سرحان: “جيل أجدادي مرّ بهذه المعاناة، ثم جيل والديّ، ثم جيلي أنا، والآن تمر شقيقتي الصغيرة بالوضع نفسه”.
كل صباح، تتابع الأسرة أحوال أفرادها في لبنان. غالبًا ما تكون ليلة بلا نوم للعائلة هنا وفي لبنان. تقول سرحان: “خالتها في بيروت لم تعد تذهب إلى الفراش بعد الآن، فهي في منتصف الليل تذهب إلى الشرفة لتشاهد الدخان والدمار يتصاعدان في الأفق”.
عائلة سرحان التي كانت تقيم في جنوب لبنان اضطرت للانتقال إلى بيروت مع بقية أفراد الأسرة. لكن سرحان تعي أن هناك العديد من العائلات اللبنانية التي تعيش أوضاعًا أسوأ بكثير. تقول: “الكثير من الناس في لبنان لديهم القليل… والآن هم عالقون بلا شيء”.
وتروي أيضًا أن الشخص الذي كان يتولى رعاية منزلهم في الجنوب هرب إلى الشمال، في حين أن زوجته وابنه اضطرا للذهاب إلى سوريا لتلقي العلاج لابنه الذي أصبح “مريضًا للغاية”. الآن يجد صعوبة في العثور على مأوى آمن ويقيم في مدرسة.
مثل العديد من اللبنانيين، تعتمد عائلة سرحان على التكنولوجيا للتواصل مع أقاربهم وأصدقائهم في لبنان، ولكن الجانب الآخر هو أنهم يضطرون لمشاهدة الحرب تتكشف على الإنترنت في الوقت الحقيقي تقريبًا. تقول سرحان: “في طريقي إلى العمل، أشاهد هذه الأحداث المؤلمة مرارًا وتكرارًا، بما في ذلك الوضع الحالي في غزة. نحن جزء من نفس الألم”.
أحد اللبنانيين المقيمين في أيرلندا، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أظهر لنا لقطات من جاره في برج البراجنة، وهو حي في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث عاش لمدة 25 عامًا. اللقطات تظهر المباني وقد تحولت إلى ركام بعد غارة جوية إسرائيلية. “هناك حتى حضانة ومدرسة في المنطقة”، يقول وهو يشير إلى الأنقاض والدخان المتصاعد.
يأمل اللبنانيون المقيمون في أيرلندا في أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم يومًا ما، وتتمنى سرحان أن تتمكن من زيارة لبنان الصيف القادم. تقول: “البحر الجميل… الجبال الضخمة… الطبيعة الخضراء… إنه مكان رائع، أحبه”.
كما أعربت سرحان وآخرون عن رغبتهم في رؤية الحكومة توفر للبنانيين فرصة القدوم إلى أيرلندا على غرار الدعم الذي قُدم للأوكرانيين في بداية الحرب مع روسيا في عام 2023. تقول سرحان: “أتمنى أن نتمكن من مساعدتهم بالطريقة التي ساعدوا بها أوكرانيا، لأنني أشعر أن هذا الظلم يعود فقط لاختلاف لون بشرتهم”.
المصدر: RTÉ