Slide showمنوعات

عندما يصبح الفن ملاذًا من العنف: رحلة النساء الناجيات نحو الشفاء

Advertisements

 

في ركن هادئ من المعرض الوطني في دبلن، جلست ماري ونساء أخريات ممن نجون من جحيم العنف المنزلي، يخترن ببطء ألوانهن ويفسرن لوحات قديمة بروح جديدة. بالنسبة لماري، التي كانت تعيش في ظل الخوف حتى أثناء الليل، كانت هذه الجلسات أشبه بـ “عناق داخلي”.

وتقول: “في بعض الأيام بكينا، وفي أيام أخرى ضحكنا. لكن الأهم أننا وجدنا من يستمع إلينا ويفهم ألمنا، وهو شعور لم أكن أعرفه من قبل”.

التعافي بالفن: حين يصبح الإبداع شفاءًا

على مدى عشرة أسابيع، شاركت ماري وست نساء أخريات في جلسات علاج بالفن قادتها المعالجة أندريا بلونكيت. في تلك الساعات، تأملن لوحات من عصر النهضة، وأطلقن العنان لمشاعر دفينة عانين من كتمانها لسنوات.

توضح: “عندما تعيش مع العنف المنزلي، لا يمكنك الاسترخاء – حتى في الليل. لكن في هذا المكان، شعرنا بالأمان وبأننا بعيدات عن الأحكام”.

استخدمت بلونكيت أسلوب العلاج بالفن الثقافي، وهو أسلوب يركز على التفاعل مع الأعمال الفنية في بيئة ثقافية لفتح قنوات الشعور والتفكير. اختارت المجموعة النظر في لوحات للفنانة لافينيا فونتانا، التي جمعت بين النجاح الفني ودور الأمومة، مما أثار في نفوسهن مشاعر الأمل والقوة.

فن يغير الحياة في مواجهة الظلام

كانت تجربة ماري مفعمة بالتحدي، فهي امرأة مستقلة وناجحة، تكسب ثلاثة أضعاف ما كان يكسبه زوجها السابق، ومع ذلك وجدت نفسها غارقة في دوامة من الشك وفقدان الثقة بالنفس داخل المنزل.

تقول: “كان شعور العار يثقل كاهلي – كيف سمحت لكل هذا أن يحدث؟ لكنني اليوم أرى الأمور من منظور مختلف. هذه الجلسات أعادت إليّ جزءًا من نفسي”.

حتى نادين أوبراين، مديرة خدمات ساويرس للعنف المنزلي، اعترفت بأنها لم تزُر المعرض الوطني من قبل، رغم حصولها على شهادة ماجستير.

تقول: “في الطبقة التي أنتمي إليها، دخول المعارض الفنية لم يكن جزءًا من حياتنا. لكن هذه التجربة كانت فرصة لإعادة تعريف نفسي واكتشاف أشياء جديدة”.

الخطوات القادمة: دعم الفن والتعليم للجميع

بفضل الدعم المالي من بنك أمريكا، يخطط المعرض الوطني لتعيين معالج فني مقيم بحلول عام 2025، لضمان استمرار تقديم هذا النوع من الدعم للزوار. كما يأمل المعرض في نشر هذه التجربة كنموذج في متاحف ومؤسسات أخرى، وتدريب المزيد من المعالجين لقيادة جلسات مماثلة في المجتمعات المحلية.

وتختتم بلونكيت بقولها: “بعض النساء لا يستطعن التعبير عن معاناتهن بالكلمات، لكن الفن يمنحهن مساحة للتعبير دون الحاجة للحديث. إنه شفاء بصمت”.

 

المصدر: Irish Times

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.