سيمون هاريس يؤكد: الإقامة المؤقتة لطالبي اللجوء في بولزبريدج ليست حلاً دائمًا
في ليلة باردة تحت ضوء القمر، وجد عدد من طالبي اللجوء ملاذاً مؤقتاً في حديقة كنيسة سانت ماري في بولزبريدج، حيث نصبوا خيامهم بإذن من الكنيسة على طريق سانت ماري. هذه الخيام، التي بلغ عددها حوالي 17 خيمة، كانت بمثابة مأوى ليلي لهؤلاء الرجال الذين بدأوا بتفكيكها قبل الفجر استعدادًا لمغادرة المكان.
- تبرعك سيساعدنا في إيصال رسالتنا- للتبرع اضغط هنا او هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
جاء هذا التطور بعد يوم من رفض مكتب خدمات الإقامة للحماية الدولية (IPAS)، استقبال عدد كبير من الرجال في شارع ماونت بدبلن، حيث أُبلغ المتجمعون بأنه لن تُقدم لهم عروض إقامة إضافية في الوقت الراهن.
وأشار رئيس الوزراء، سيمون هاريس، إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها في سانت ماري كانت “تدبيرًا مؤقتًا يدل على الإنسانية” لتقديم المساعدة على ممتلكات خاصة.
وأكد هاريس في تصريحات له خلال زيارته الرسمية إلى أيرلندا الشمالية، على الجهود المستمرة لحل مشاكل الإقامة، مشددًا على أن النقاش حول الهجرة يجب ألا يقتصر على مسألة الإقامة فحسب، بل يجب أن يشمل أيضًا تسريع الإجراءات وتحسين الأنظمة.
من جهتها، لفتت أوليفيا هيدون، المتطوعة في شارع ماونت، الانتباه إلى الصعوبات التي يواجهها طالبو اللجوء الذين لم يجدوا مأوى، مشيرة إلى أن العديد منهم فقدوا ممتلكاتهم وأصبحوا يتنقلون في أرجاء المدينة بحثًا عن مأوى.
وأضافت هيدون، أن الحواجز الموضوعة حول مكتب الحماية الدولية تمنع إقامة خيام على الأرصفة، مما يزيد من تحدياتهم.
وفي سياق متصل، أعربت لويزا سانتورو، الرئيسة التنفيذية لجمعية (Mendicity) للمشردين، عن قلقها إزاء الوضع المتفاقم لطالبي اللجوء، مؤكدة على تطور “نوع من المجتمع” بين المقيمين في شارع ماونت ورغبتهم في حل سريع لطلباتهم والحصول على العمل.
في الأثناء، أدانت زعيمة حزب العمل إيفانا باسيك الوضع، واصفة إياه بأنه “فشل ذريع في سياسة الحكومة”، ومشددة على غياب خطة متماسكة للإقامة.
وقد أثارت التوترات الأخيرة بين أيرلندا والمملكة المتحدة بشأن الهجرة قلق هاريس، الذي شدد على ضرورة الحفاظ على الهدوء والتعقل. جاءت هذه التوترات على خلفية تصريحات وزيرة العدل هيلين ماكنتي، التي زعمت وجود زيادة في أعداد طالبي اللجوء الذين يعبرون الحدود في جزيرة أيرلندا، عقب تمرير قانون “سلامة رواندا” في المملكة المتحدة.
خلال تصريحاته في بلفاست، أوضح هاريس: “بعد الأسبوع العصيب الذي مررنا به، من الضروري استعادة الهدوء وأخذ نفس عميق. لدينا منطقة سفر مشتركة بين الجزيرتين، قائمة منذ زمن طويل عندما كانت الدولتان عضوتين في الاتحاد الأوروبي، وما زالت قائمة الآن حتى بعد خروج إحدى الدولتين منه”.
وأكد هاريس، على التزامه بالعمل بشكل بنّاء لضمان حماية منطقة السفر المشتركة وعدم إساءة استخدامها، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات على المستوى الأيرلندي لتحسين أنظمة الهجرة.
في غضون ذلك، واصلت مؤسسات المساعدة الإنسانية تقديم الدعم لطالبي اللجوء الذين باتوا بلا مأوى. في الواقع، تجمع طابور طويل خارج مركز (The Light House) الذي تديره (Tiglin)، حيث كان من المقرر توزيع الخيام، أكياس النوم، والطعام على الأشخاص الذين يعيشون في المدينة بدون مأوى.
ويظل وضع طالبي اللجوء في دبلن محور اهتمام العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية، التي تسعى جاهدة لتوفير الراحة والأمان لهذه الفئة الضعيفة من السكان، في ظل الظروف الصعبة والتحديات المستمرة التي يواجهونها.
المصدر: RTÉ