رحلة الحمل واللجوء: عيادة “Daisy” تقدم الرعاية للنساء الحوامل داخل نظام الحماية الدولية في إيرلندا
في زاوية هادئة من دبلن، داخل مجمع جمعية الإسكان (Sophia)، تقدم عيادة (Daisy) خدمات الرعاية الصحية والتوليد للنساء الحوامل اللاتي يخضعن لنظام الحماية الدولية في إيرلندا. العيادة، المرتبطة بمستشفى (Coombe)، توفر مساحة آمنة وداعمة للنساء اللاتي غالبًا ما يعانين من ظروف معقدة ومليئة بالتحديات.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
تأسست العيادة عام 2022 استجابةً للزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئات الأوكرانيات، لكنها الآن تخدم نساءً من دول مثل نيجيريا، والأردن، وبنغلاديش، والصومال. تقدم العيادة رعاية شاملة من خلال طاقم طبي متكامل يهدف إلى تحسين نوعية حياة هؤلاء النساء، حيث يواجهن تحديات صحية واجتماعية خطيرة.
رعاية شاملة وسط تحديات كبيرة
وفقًا للممرضة المجتمعية إيمر شاين، تعتبر معظم النساء الحوامل في نظام الحماية الدولية “حالات عالية الخطورة” بسبب الظروف التي يمررن بها. وتشمل التحديات الصحية الشائعة بينهن سكري الحمل وتشويه الأعضاء التناسلية (FGM)، إلى جانب سوء التغذية الناتج عن الإقامة في مساكن الطوارئ.
وتقول شاين: “قبل وجود العيادة، كانت الرعاية الصحية للنساء الحوامل في هذه الظروف فوضوية ومجزأة. الآن، يوجد استمرارية في الرعاية وروابط أفضل مع خدمات التوليد في دبلن”.
وتسرد شاين حالة امرأة حامل في أسبوعها الـ37 تم نقلها في منتصف الليل من دبلن إلى تيبيراري دون تنسيق مسبق، لكنها تمكنت من طلب المساعدة بفضل وجود رقم هاتف خاص بالممرضة. وتوضح أن العديد من النساء لا يملكن دعمًا عائليًا في إيرلندا، مما يجعل العلاقة مع الطاقم الطبي بمثابة الدعم العائلي الوحيد.
قصص إنسانية داخل العيادة
مايا، امرأة حامل في أسبوعها الـ38، تقول إنها لم تتلق أي رعاية طبية أثناء حملها قبل وصولها إلى إيرلندا. وتضيف: “الممرضة دعمتني في كل مرحلة، وهذا مهم جدًا لأن هذا هو حملي الأول. أشعر وكأنها عائلتي الآن”.
أما أولا، التي تنتظر مولودها في أسبوعها الـ30، فقد تم نقلها مؤخرًا من غرب إيرلندا إلى دبلن بسبب ضيق المكان في سكنها السابق. وتقول إنها تلقت دعمًا فوريًا من العيادة عبر تطبيق واتساب.
تحديات الإقامة وتأثيرها على الرعاية الصحية
تشير الأخصائية الاجتماعية إلينور هيل إلى أن الطبيعة “المؤقتة” للإقامة تخلق صعوبات كبيرة للنساء الحوامل، حيث يمكن نقلهن فجأة دون إشعار مسبق.
وتقول: “العديد من النساء يعشن في غرف ضيقة مع أطفالهن، ما يزيد من عزلة فترة الحمل وفترة ما بعد الولادة”.
النموذج المثالي للرعاية
تعمل العيادة على تحسين النظام الصحي من خلال تقديم خدمات فعالة ومنسقة، بما في ذلك خدمات الترجمة. كما تساعد بروتوكولات الحمل الجديدة، التي تم إطلاقها في شهر 7 الماضي، على تسهيل التنقلات المتعلقة بالحمل داخل نظام الطوارئ.
وتؤكد ماكسين رادكليف، قائدة فريق الاستجابة للفئات الضعيفة، أهمية توسيع نموذج العيادة ليشمل مناطق أخرى في البلاد.
وتقول: “العديد من النساء يصلن إلى العيادة في مراحل متأخرة جدًا من الحمل. هذه العيادات ضرورية لتوفير الرعاية التي يحتجنها”.
خطط مستقبلية ودعم حكومي
أكد متحدث باسم الخدمات الصحية (HSE)، أن النساء الحوامل يتم ربطهن بأطباء محليين وخدمات التوليد، مع تقديم دعم إضافي من فرق الصحة للمهاجرين.
كما أشار إلى أن مديري أماكن الإقامة الطارئة ملزمون بتلبية الاحتياجات الغذائية والثقافية للنساء الحوامل وتوفير النقل عند الحاجة.
عيادة (Daisy) ليست مجرد مركز صحي، بل هي مثال حي على كيفية تقديم الرعاية برؤية إنسانية شاملة، لتخفيف معاناة النساء الحوامل وتحسين حياتهن في ظل ظروف اللجوء القاسية.
المصدر: Irish Times