حين يختبر القدر الشجاعة: ماري غولدن تحوّل ألم السرطان إلى رحلة أمل وحياة
في حياة كل منا لحظات يشعر فيها بألم عابر أو وخزة لا تبدو خطيرة بما يكفي للتوجه للطبيب، هكذا بدأت قصة ماري غولدن. في شهر 3 لعام 2022، وبعد تعافيها من إصابة شديدة بفيروس كورونا، شعرت بألم في صدرها وذكرت ذلك لصديقتها بشكل عابر. رغم استهتارها بالأمر، أصرت صديقتها على ضرورة فحصها طبيًا، مما قادها إلى إجراء أشعة في قسم الطوارئ بمستشفى “ماتر” في دبلن.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
بعد الفحص الأولي، لم يتم الكشف عن شيء غير طبيعي، وتم صرف مضادات للالتهاب لها قبل أن تترك المستشفى. ظنت ماري حينها أن القصة انتهت، لكن بعد ثلاثة أسابيع بدأت تشعر بآلام حادة في صدرها، مما دفعها للعودة إلى قسم الطوارئ لإجراء المزيد من الفحوصات، بما في ذلك تحاليل الدم وفحص بالأشعة المقطعية. لم تكن تتوقع أن يأتي الاتصال من المستشفى في اليوم التالي بخبر صاعق: اشتُبه بإصابتها بسرطان الثدي.
وفي شهر 4 لعام 2022، وبعد إجراء تقييم ثلاثي شمل التصوير الشعاعي، والموجات فوق الصوتية، وخزعة، تلقت ماري التشخيص المؤلم: سرطان ثدي ثلاثي سالب من المرحلة الثالثة، ما يتطلب بدء العلاج فورًا. تقول ماري: “لم أكن أشعر بأي أعراض عندما تم تشخيصي، لذلك كان من الصعب تصديق الأمر. شعرت بصدمة كبيرة وأنا أستمع لما سيحدث لاحقًا. كان الأمر أشبه بكابوس، لكن لحسن الحظ، كان لدى المستشفى خطة علاجية واضحة”.
ومع تسارع نمو الورم من 3.5 سم إلى 10 سم في غضون أسابيع، بدأت ماري في شهر 5 لعام 2022 جلسات العلاج الكيميائي في مستشفى “ماتر”، وتبع ذلك عملية جراحية لاستئصال الثدي في شهر 11 من نفس العام، ثم 21 جلسة علاج إشعاعي في شهر 3 لعام 2023.
ورغم ثقل العلاج والإجهاد الشديد، حاولت ماري أن تبقى إيجابية وتستمر في ممارسة حياتها. تزوجت من خطيبها غلين لينش الذي دعمها خلال الرحلة الصعبة. ورغم اكتشاف السرطان الثانوي لاحقًا في الأنسجة الرخوة حول الغدة الزعترية في شهر 9 لعام 2023، وُجهت لها نصيحة بالعلاج الكيميائي الفموي، فيما وصفه الأطباء بأنه “أصعب أنواع العلاج الممكنة” لمحاولة السيطرة على المرض.
وفي ظل التشخيص النهائي بأن السرطان غير قابل للشفاء، قررت ماري أن تستمر في العيش بكل ما تملك من طاقة. شاركت تجربتها عبر حساب على إنستغرام (@thegoodthebadandthecancer) لنشر الوعي بأهمية الكشف المبكر، خاصة بين الشبان. تقول: “أريد أن أوضح أن هناك حياة بعد التشخيص. تزوجنا في شهر 4 من العام الجاري، وسمح لي طبيبي بأخذ إجازة من العلاج للاحتفال بحفل وداع العزوبية والزفاف”.
لم تنسَ ماري أهمية الدعم النفسي خلال معركتها مع المرض، مؤكدة على ضرورة البحث عن المجتمعات الداعمة سواء عبر الإنترنت أو في الواقع. وتختم بقولها: “تشخيصي هو سرطان غير قابل للشفاء، وسأبقى على العلاج مدى الحياة. لكن بدلاً من القلق بشأن المستقبل، أُفضل أن أعيش حياتي إلى أقصى حد وأنا هنا. وأحث الآخرين على فعل الشيء نفسه، والتمسك بالأشياء التي يحبونها”.
قصة ماري غولدن ليست مجرد رحلة مرض؛ إنها شهادة على الإرادة في مواجهة الألم، والرغبة في العيش رغم الصعاب، والتفاني في نشر الأمل بين الجميع.
المصدر: Irish Times