جيرارد هاتش: من زعيم الجريمة المنظمة إلى منافس سياسي على مقعد برلماني
لو كان جيرارد هاتش الملقب بـ”الراهب” قد فاز بمقعد في البرلمان عن دائرة دبلن سنترال، لما كان ذلك مفاجئًا للكثيرين. فعلى مدار سنوات، أثبت هاتش أنه شخصية بارعة في التفاوض والاستراتيجية، ليس فقط في عالم الجريمة المنظمة الذي اشتهر فيه، ولكن أيضًا خلال حملته الانتخابية.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هن
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
وبدأ هاتش، حياته في ظروف قاسية، وُلد في 1963/04/12 في شمال دبلن الداخلي، ونشأ في فقر دفعه إلى طريق الجريمة منذ صغره. أول إداناته كانت بسرقة زجاجة مشروب وهو في الثامنة من عمره. استمرت مشاكله مع القانون حتى أُرسل إلى السجن في الخامسة عشرة من عمره.
على الرغم من ماضيه الإجرامي، يُنظر إلى هاتش على أنه شخصية معقدة ومثيرة للجدل. فقد استثمر في مجتمعه المحلي من خلال نادي كورنثيانز للملاكمة، الذي أصبح واحدًا من أكثر الأندية احترامًا في دبلن. كما اتخذ موقفًا علنيًا ضد تجارة المخدرات، مما أكسبه دعمًا كبيرًا في دائرته الانتخابية.
وحصل هاتش على أكثر من 3000 صوت في الجولة الأولى، وهو ما يُعتبر تعبيرًا عن تعاطف المجتمع المحلي معه، خصوصًا مع المعاناة التي تعرضت لها عائلته في نزاع دموي مع مجموعة كيناهان للجريمة المنظمة. فقد قُتل شقيقه إيدي واثنان من أبناء إخوته على يد قتلة مأجورين تابعين للمجموعة.
واستخدم هاتش، الذي خاض الانتخابات بدعم مجتمعي ملحوظ، منصات التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي للتواصل مع الناخبين، متجنبًا الإعلام التقليدي. في مقاطع فيديو حملته الانتخابية، دعا إلى زيادة عدد أفراد الشرطة في شوارع دبلن، قائلاً إن المدينة تحتاج إلى أن تصبح “آمنة ونظيفة” للمواطنين.
لكن ماضيه المثير للجدل يظل حاضرًا بقوة. فقد أُدين سابقًا بتهم تتعلق بالإيرادات المالية ودفع أكثر من 2 مليون جنيه إسترليني لتسوية قضايا مع مكتب الأصول الجنائية. وعلى الرغم من ذلك، أظهر هاتش براعة في تحويل بعض أرباحه غير المشروعة إلى استثمارات عقارية شرعية.
الجوانب المثيرة للجدل في ترشحه تتجاوز ماضيه الإجرامي. فقد أظهرت تسجيلات المحكمة الخاصة أنه كان يدير أسلحة استخدمت في عمليات قتل خلال نزاعه مع مجموعة كيناهان، رغم أنه لم يُدان بجرائم تتعلق بالأسلحة.
في نهاية المطاف، لم يفز هاتش بمقعد في البرلمان، لكنه أظهر أنه لا يزال يحتفظ بنفوذ قوي في مجتمعه المحلي. يظل سؤاله للشرطة عند مواجهتهم “لقد أخبرتني أن لا أقول شيئًا، أليس كذلك؟” رمزًا لنهجه الاستراتيجي حتى في أحلك الظروف.
المصدر: RTÉ