Slide showأخبار أيرلندا

جواز سفر عالق بين السياسة والشوق: أفغان في أيرلندا يخشون فقدان عائلاتهم إلى الأبد

Advertisements

 

في صيف 2023، كان عابد، فتى أفغاني يبلغ من العمر 16 عامًا ويعيش في دبلن مع عمه، قادرًا على زيارة والديه في كابول. كانت زيارة عاطفية، حيث عاد إلى أجواء المدينة المألوفة بين الأسواق النابضة بالحياة والجبال التي تحتضنها، وعانق والدته التي استقبلته بدموع الفرح، بينما عبّر والده بابتسامة عن فخره بعودته رغم المصاعب. لكن هذا الصيف، كان مختلفًا تمامًا.

عندما اقتربت عطلة المدارس، كان عابد يستعد للعودة إلى كابول بحماس، وجهز حقيبته وسط توقعات عائلته التي كانت تنتظره بفارغ الصبر. أرسل له شقيقه الأصغر قائمة بالأماكن التي سيتجولان فيها معًا. لكن بمجرد أن حاول حجز رحلة الطيران، واجه عابد صدمة كبيرة: جواز سفره انتهت صلاحيته.

إغلاق السفارة: باب موصد أمام الأمل

ذهب عابد إلى السفارة الأفغانية في لندن لتجديد جواز سفره، لكنه وجد أن السفارة توقفت عن إصدار الوثائق. في شهر 7 الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في حكومة طالبان، أنها ستتوقف عن الاعتراف بالوثائق الصادرة عن السفارات الأفغانية في المملكة المتحدة وأوروبا، متذرعة بـ”نقص التنسيق”.

بحلول نهاية شهر 9 الماضي، أُغلقت السفارة رسميًا بعد طلب من الحكومة البريطانية، إذ رفض طاقمها تمثيل حكومة طالبان.

ومع عدم اعتراف المملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بالنظام الجديد في أفغانستان، من غير المحتمل أن يُعاد فتح السفارة في المستقبل القريب.

معاناة الجالية الأفغانية في أيرلندا

“كيف أُخبر والدتي أنني لن أعود؟” يتساءل عابد في إحباط، مع وابل من الرسائل التي تصله من والدته في كابول تسأله عن موعد وصوله.

وقال: “العام الماضي كنت أستطيع عناقهم والجلوس معهم، أما الآن، فقد بات ذلك مستحيلاً بسبب جدار سياسي لا يمكن اختراقه”.

يحاول عمه تهدئته، قائلاً: “سنجد حلاً”، لكن صوته يعكس نفس الإحباط الذي يعتري العديد من أفراد الجالية الأفغانية في أيرلندا.

ويقول عابد: “الأمر ليس مجرد جواز سفر، لكنه الطريقة الوحيدة لرؤية عائلتي. لا أستطيع مساعدتهم وأنا عالق هنا”.

انقطاع الاتصال يهدد آلاف العائلات

يعيش آلاف الأفغان في أيرلندا نفس المعاناة. العائلات التي فرت من حكم طالبان بحثًا عن الأمان تجد نفسها الآن مقطوعة عن أحبائها. ومع توقف السفارة عن العمل، لم يعد بإمكانهم تجديد جوازات السفر أو طلب التأشيرات أو حتى تقديم المساعدة لعائلاتهم في أفغانستان.

يقول عابد بمرارة: “كنت أعتقد أن أيرلندا ستكون وطني الجديد. لكن ما فائدة الوطن إذا كانت عائلتي على الطرف الآخر من العالم ولا أستطيع الوصول إليهم؟”.

تاريخ معقد للسفارة الأفغانية

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق السفارة الأفغانية في لندن؛ فقد أُغلقت سابقًا بعد الانقلاب الشيوعي في كابول عام 1978، وكذلك أثناء حكم طالبان الأول بين عامي 1996 و2001.

“هل سنبقى منفصلين للأبد؟”

مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، يشعر عابد بالخوف من استمرار هذا الانفصال إلى الأبد. بينما يواصل إرسال الرسائل والاتصال عبر الفيديو، يزداد شعوره بالعزلة مع كل يوم يمر بعيدًا عن عائلته.

واختتم قائلًا: “كل ما أريده هو رؤية عائلتي مجددًا… لكنني أشعر أن العالم قد نسي أمرنا”.

 

المصدر: Irish Times

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.