تكاليف المعيشة المتزايدة وأزمة السكن: تحديات تعرقل تعليم الأطفال
وسط تزايد الضغوط الاقتصادية وأزمة السكن التي تلوح في الأفق، يكافح الأطفال في المدارس الحضرية والريفية على حد سواء لمواكبة متطلبات التعلم. دراسة جديدة كشفت عن أن ارتفاع تكاليف المعيشة والتشرد وانعدام الأمن السكني أصبحت من بين العقبات الرئيسية التي تعيق مسار تعليم الأطفال، مما يثير تساؤلات حول مستقبلهم التعليمي والاجتماعي.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
وأظهرت دراسة حديثة، أن ارتفاع تكاليف المعيشة والتشرد وانعدام الأمن السكني من بين أبرز التحديات التي تعوق تعليم الأطفال في المدارس الإيرلندية. الدراسة، التي تعد الثامنة ضمن سلسلة “حياة الأطفال المدرسية” (Children’s School Lives – CSL)، أكدت أن التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في سنوات الطفولة المبكرة يلعب دورًا محوريًا في تحديد مدى نجاح الأطفال في مسيرتهم التعليمية.
وتم إعداد هذه الدراسة من قبل كلية التعليم بجامعة دبلن (UCD) بناءًا على بيانات جمعت من 189 مدرسة ابتدائية، مع تركيز خاص على 13 فصلًا دراسيًا و28 طفلًا تمت دراستهم بشكل مكثف، إلى جانب مقابلات مفصلة مع أولياء الأمور والمعلمين ومديري المدارس. التقرير السابق، السابع في السلسلة، ركز على رفاهية الأطفال ومشاعرهم تجاه أنفسهم.
التفاوت الاجتماعي والاقتصادي وتأثيره على التعلم
أشارت الدراسة إلى أن 54% من الأطفال في البلاد يصنفون ضمن فئة الدخل المتوسط، بينما 20% ينتمون إلى الأسر الميسورة، و26% يصنفون كأطفال من أسر فقيرة أو منخفضة الدخل. وتبرز الفجوات الاقتصادية بوضوح من خلال تصنيف المدارس حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية، حيث تصنف حوالي ثلث المدارس ضمن فئة “ديش” (Deis) التي تعد مؤشرًا رئيسيًا على الحرمان الاجتماعي والاقتصادي.
ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن الحرمان الاجتماعي لا يقتصر فقط على مدارس ديش، حيث يعاني نحو خُمس الأطفال في المدارس غير المصنفة كديش من الفقر. وظهر أن المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، مثل زيارة المتاحف أو الذهاب إلى السينما أو المشاركة في الرياضات الجماعية، تتأثر بشكل كبير بمدى الثراء المادي للأسرة.
القلق والفقر وتأثيرهما على الأطفال
في الفئة العمرية الأصغر، بين الأطفال من سن رياض الأطفال حتى الصف الثاني، تم رصد مستويات أعلى من القلق لدى الأطفال في مدارس ديش وأولئك الذين ينتمون إلى أسر فقيرة. وقد أبدى هؤلاء الأطفال قلقًا متزايدًا حول مستقبلهم، في حين لم تُظهر الفئة العمرية الأكبر، التي تم تتبعها من الصف الثاني في عام 2019 حتى الصف السادس في العام الماضي، تأثيرًا ملحوظًا للعوامل الاقتصادية على مستوى القلق.
من ناحية أخرى، ظهرت في المجتمعات الأكثر تهميشًا مشكلات تتعلق بالوصمة الاجتماعية، وتدهور الأوضاع الحضرية، والقيود المفروضة على مساحة الأطفال، لكن رغم ذلك لوحظ ارتباط قوي بين الأطفال ومكان نشأتهم وشبكات العائلة الممتدة بين الأجيال.
التحديات التي تواجه المجتمعات المهمشة
أشارت الدراسة إلى أن الإدمان على المخدرات، الفقر الغذائي، والصدمات التي تعيشها “المجتمعات المنسية” كانت من بين التحديات التي أثارها العاملون في المدارس الأكثر تضررًا اجتماعيًا. وركز التقرير على أن النجاح التعليمي للأطفال يعتمد بشكل كبير على الموارد التي تمكنهم من التفاعل مع تعليمهم، بما في ذلك الدخل والمعرفة بفهم نظام التعليم والوصول إلى الشبكات الاجتماعية الداعمة.
وأكدت الدراسة على أن غياب الموارد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية يضع الأطفال في وضعية صعبة، حيث يتعين عليهم مواجهة آثار الفقر الاقتصادي، الذي يشمل بشكل متزايد انعدام الأمن الغذائي والسكني، إلى جانب تجربة الحياة الاجتماعية على الهامش.
المصدر: Irish Times