لا تزال أيرلندا تحتل مكانة بارزة كواحدة من أغلى الدول في الاتحاد الأوروبي من حيث السلع والخدمات، وفقًا للأرقام الرسمية التي كشفت أن البلاد هي الثانية بعد الدنمارك في غلاء الأسعار.
وأظهرت البيانات أن الأسعار في أيرلندا أعلى بنسبة مذهلة تصل إلى 42 بالمئة عن متوسط الاتحاد الأوروبي، وتأتي فقط بعد الدنمارك التي تفوقها بأسعار أعلى بنسبة 43 بالمئة. جاءت هذه الأرقام من وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي، يوروستات.
وكشفت الدراسة أن تكاليف الإسكان في أيرلندا، مثل الإيجارات وأسعار الفائدة على القروض العقارية والغاز والكهرباء، هي الأغلى في الاتحاد الأوروبي، وتفوق المتوسط بأكثر من الضعف. ورغم أن أيرلندا تمتلك قطاعًا زراعيًا كبيرًا، فإن أسعار الغذاء فيها أعلى بنسبة 13 بالمئة عن المتوسط. كما أن أسعار الكحول والتبغ في أيرلندا هي الأغلى في الاتحاد الأوروبي وتتجاوز الضعف مقارنة بمتوسط باقي الدول الأوروبية.
وقالت وكالة الإحصاء الأوروبية إن التباين الكبير في أسعار الكحول والتبغ يرجع بشكل رئيسي إلى الضرائب التي تفرضها الحكومة. إذ أن أيرلندا لديها أعلى ضرائب على هذه المنتجات في أوروبا وتعتبر من بين الأعلى في العالم.
وأظهرت الدراسة أن أسعار تناول الطعام في المطاعم والإقامة في الفنادق في أيرلندا أعلى بنسبة 28 بالمئة عن المتوسط الأوروبي. كما تعاني الأسر من أزمة تكلفة المعيشة حيث دفعت في المتوسط 18 بالمئة أكثر على الطاقة العام الماضي.
وعلى الرغم من الادعاءات بأن تكلفة السفر تنخفض، أظهرت الإحصاءات أن تكاليف النقل في أيرلندا أغلى بنسبة 15 بالمئة عن المتوسط الأوروبي. وتزعم مجموعات المستهلكين أن الضرائب المرتفعة وضعف الرقابة التنظيمية من بين الأسباب الرئيسية التي تجعل الأيرلنديين يدفعون أكثر مقابل نفس السلع والخدمات التي يحصل عليها جيرانهم الأوروبيون.
وحذر داراغ كاسيدي من موقع مقارنة الأسعار “Bonkers.ie” من أن الوضع يزداد سوءًا كل عام. وقال: “في عام 2015، كانت الأسعار لدينا أعلى بنسبة 28 بالمئة عن المتوسط الأوروبي، والآن تصل إلى 42 بالمئة، فلا أحد يعرف إلى أين سنصل في غضون ثلاث أو أربع سنوات”.
وأضاف أن معدل ضريبة القيمة المضافة (VAT) في أيرلندا يسهم في ارتفاع تكلفة السلع والخدمات. وأوضح: “في أيرلندا، يبلغ معدل ضريبة القيمة المضافة 23 بالمئة وهو من بين الأعلى في العالم، وأعتقد أن الناس بحاجة إلى تذكر ذلك في كل مرة يشترون فيها السلع أو الخدمات.” وأشار كاسيدي إلى أن هذا المعدل لا ينطبق على الغذاء.
المصدر: Dublin Live
