تعفن الدم: القاتل الصامت الذي يهدد حياتك… اكتشف كيف يمكنك النجاة
في قلب صراعٍ خفي يدور داخل أجساد المصابين، يتربص “تعفن الدم” (الإنتان)، هذا القاتل الصامت الذي ينجم عن استجابة مفرطة لجهاز المناعة تجاه عدوى قد تبدو بسيطة. وبينما يتفاقم الوضع، تبدأ الأعضاء الحيوية في الانهيار واحدة تلو الأخرى، ليصبح الأمر سباقًا مع الزمن لإنقاذ الحياة.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
في مبادرة إنسانية، تعاون برنامج الإنتان التابع للخدمات الصحية الإيرلندية (HSE) مع (Parkrun Ireland) لرفع الوعي حول خطورة “تعفن الدم” بمناسبة اليوم العالمي للإنتان. مع ظهور الأعراض الأولى، مثل الحمى الشديدة وتسارع ضربات القلب والتنفس، قد يُفترض أن الأمر مجرد عدوى خفيفة، ولكن الحقيقة أكثر خطورة بكثير.
رفع الوعي لإنقاذ الأرواح
وأوضحت دينيس مكارثي، مساعد مدير التمريض ببرنامج الإنتان في مجموعة مستشفيات (HSE South/South West)، قائلة: “عندما رأينا العدد الكبير من المشاركين يرتدون اللون الوردي في الفعاليات الرياضية حول البلاد، شعرنا بأننا قد أحدثنا فرقًا حقيقيًا. فالتعرف المبكر على أعراض تعفن الدم يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت”.
في شهر 9 الماضي، اجتمع مئات الأشخاص في مختلف مدن إيرلندا مثل كورك، ودبلن، وكيري، وليمريك، ومايو للمشاركة في الفعالية، مرتدين اللون الوردي في إشارة للتضامن مع حملة التوعية. هذه المبادرة ليست مجرد فعالية رياضية، بل كانت محاولة لإنقاذ الأرواح من خطر تعفن الدم الذي قد يودي بحياة المصابين إذا لم يتم التعامل معه سريعًا.
الحقائق المروعة
تشير الإحصاءات إلى أن العام الماضي شهد أكثر من 15,700 حالة تعفن دم تم الإبلاغ عنها في المستشفيات الإيرلندية، وكانت النتيجة مأساوية؛ حيث يُفقد 1 من كل 5 مصابين حياتهم بسبب هذا المرض الخطير. تعفن الدم قد ينجم عن أي عدوى بسيطة إذا لم يتم التعامل معه سريعًا.
وفقًا لتقرير (HSE) لعام 2023، فإن معدل الوفيات الناتج عن تعفن الدم قد انخفض من 21.8% في العام السابق إلى 19.3% هذا العام، وذلك بفضل حملات التوعية والمبادرات الصحية التي تسعى للحد من هذا الخطر.
ومع ذلك، ما زال يمثل تهديدًا حقيقيًا، خاصةً للفئات الأكثر ضعفًا، حيث أظهر التقرير أن 64% من حالات الوفاة بسبب تعفن الدم كانت لأشخاص تجاوزت أعمارهم 75 عامًا.
التحديات والمبادرات القادمة
على الرغم من كل الجهود المبذولة، تظل هناك تحديات كبيرة. كشف التقرير أن 27% من المرضى المصابين بتعفن الدم يحتاجون إلى العناية المركزة، بينما تم تسجيل 260 حالة تعفن دم مرتبطة بالحمل دون وقوع أي وفيات. ومن المأساوي أن 117 طفلًا فقدوا حياتهم بسبب هذا المرض بين عامي 2020 و2023.
ختامًا، تعفن الدم هو معركة صامتة تدور في أجساد المصابين، ولكن بفضل الجهود المستمرة لرفع الوعي وتحسين الرعاية الصحية، يمكننا الحد من هذا الخطر. إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المرتبطة بتعفن الدم، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية فورًا، لأن الوقت هو العامل الحاسم في النجاة من هذا القاتل الصامت.
المصدر: HSE