تحذيرات عاجلة: أيرلندا تواجه تحديات مناخية غير مسبوقة
تواجه أيرلندا، مثل بقية العالم، مستقبلًا مناخيًا محفوفًا بالمخاطر والتحديات الكبرى. مع المحيطات التي تحيط بها، تعد أيرلندا من بين الدول الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية التي تتسارع بوتيرة غير مسبوقة. أحدث التقارير العلمية تحذر من تأثيرات مدمرة قد تصيب البنية التحتية والمجتمعات المحلية، ما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع هذه التغيرات وحماية الأرواح والممتلكات.
- تبرعك سيساعدنا في إيصال رسالتنا- للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
وتشير جميع خدمات مراقبة المناخ الرئيسية في العالم إلى حقيقة مقلقة: العام الماضي كان الأكثر سخونة في تاريخ البشرية. ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية ما بين 1.55 و1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. والأمر الأسوأ قادم.
وأصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرًا شاملاً عن التغير المناخي لعام 2024، مستندًا إلى بيانات من وكالات عالمية مثل معهد جودارد التابع لوكالة ناسا، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، ومكتب الأرصاد الجوية البريطاني، وخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وفقًا لهذه البيانات، تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اليوم أي مستوى تم تسجيله خلال آخر مليوني سنة، بينما ارتفع تركيز غاز الميثان إلى أعلى مستوياته خلال 800 ألف عام.
وأبرز ما جاء في التقرير هو التحذير من تأثيرات الاحترار على المحيطات. تمتص المحيطات حوالي 90% من الحرارة الزائدة التي تحتجزها الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. في عام واحد فقط، بين 2023 و2024، استوعبت المحيطات كمية حرارة تعادل 140 ضعف الطاقة التي تولدها جميع محطات الكهرباء في العالم. هذه الكمية الهائلة من الحرارة، التي تأتي من الطاقة الشمسية المحتجزة، بدلاً من أن تُعكس إلى الفضاء، ينتهي بها المطاف في المحيطات.
بالنسبة لأيرلندا، هذا يعني عواصف أقوى، ورياح أسرع، وأمطار أكثر كثافة. ومع ذلك، يبدو أن المجتمع لا يزال غير مستعد بما يكفي للتعامل مع هذه التغيرات.
وحذرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي من أن على الحكومات الآن التركيز بشكل أكبر على “التكيف المناخي”. يتطلب ذلك إجراءات عاجلة لحماية الممتلكات، والبنية التحتية، والأرواح، وسبل العيش من الكوارث المناخية التي ستصبح أكثر تواترًا وشدة خلال حياتنا.
وحتى لو توقفنا عن انبعاث الغازات الدفيئة غدًا، سيستمر المناخ في الاحترار لعدة مئات من السنين بسبب الغازات التي أُطلقت بالفعل. وهذا ما يجعل التخطيط للتكيف أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وسجل يوم 2024/07/10 رقمًا قياسيًا جديدًا كأكثر الأيام حرارة عالميًا، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة 17.16 درجة مئوية. وبعد 12 يومًا فقط، عانى 44% من سكان العالم من إجهاد حراري شديد أو قوي في يوم واحد.
ويجب على أيرلندا مواجهة تساؤلات مهمة. كيف يمكن تأمين المياه أثناء فترات الجفاف لمدن كبرى مثل دبلن، التي تعاني بالفعل من نقص المياه حتى في الشتاء؟ كيف يمكن تقليل مخاطر انقطاعات الكهرباء المتكررة بسبب العواصف؟ هل يجب دفن خطوط الطاقة الأكثر تعرضًا تحت الأرض؟ ماذا عن تآكل السواحل والممتلكات التي تسقط في البحر؟.
التكيف مع الحرارة الشديدة في الصيف يتطلب تغييرات في التخطيط العمراني والبنية التحتية العامة. التحديات حقيقية، ولا توجد قواعد أو دروس من الماضي لمساعدتنا في التغلب على هذه الأزمة.
التقارير العلمية الأخيرة من كوبرنيكوس، وناسا، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وغيرها، تؤكد جميعها على ضرورة التحرك السريع. الوقت ليس في صالحنا، والحاجة إلى الإجابة على هذه التساؤلات أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
المصدر: RTÉ