بين الواجب العسكري ولمّ شمل العائلة: جندي أيرلندي من أصول لبنانية يخدم في لبنان وسط قلق وأمل في العودة الآمنة
بين الفخر والقلق: قصة جندي أيرلندي في لبنان وأمل في لمّ شمل العائلة
في قلب الجنوب اللبناني، حيث تشتد وتيرة النزاع، يقف علي زبد، الجندي الأيرلندي من أصول لبنانية، مؤديًا واجبه ضمن قوات الأمم المتحدة (يونيفيل)، وسط قلق عميق من عائلته في أيرلندا. منير زبد، والد علي، يتأرجح بين مشاعر الفخر والخوف على ابنه الذي نشأ في أيرلندا بعد أن فرّ مع عائلته من حرب 2006 في لبنان.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
بين الوطن الجديد والواجب العسكري
علي، البالغ من العمر 26 عامًا، انضم إلى الجيش الأيرلندي منذ عدة سنوات، وسبق أن خدم في سوريا، وهو الآن في ثالث جولة له في لبنان. يقول والده: “علي يحب أن يكون جنديًا أيرلنديًا. إنه ابني البكر ويمثل كل شيء بالنسبة لي. لكن في النهاية، هو جندي، وهذا واجبه”.
وتتصاعد المخاوف مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث أصيب عدد من جنود حفظ السلام، بما في ذلك الهجمات على قاعدة شامروك، المركز الرئيسي لقوات يونيفيل. ومع ندرة الوصول إلى الإنترنت، تلقى منير آخر رسالة صوتية من ابنه يقول فيها: “أنا بخير”.
لمسات إنسانية وسط النزاع
في زيارة عائلية مؤخرًا إلى لبنان، التقى منير بابنه علي، الذي جاء مع رفاقه من الجنود إلى قرية المنصورة لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للسكان المحليين.
يقول: “كان الجميع فخورين به، وأنا كنت فخورًا جدًا. أعتقد أن علي يشعر بالسعادة لأنه يستطيع مساعدة شعبه”.
ألم الفقد في زمن الحرب
منير زار لبنان أيضًا لتنفيذ وصية والده بدفنه إلى جانب زوجته وابنته الكبرى في مقبرة العائلة. ولكن بعد وقت قصير من الدفن، تعرضت المقبرة للقصف، مما تسبب في تدمير القبر.
يقول: “كان هذا أمرًا مؤلمًا للغاية. آمل أن أتمكن يومًا ما من العودة لإعادة بناء شاهد القبر”.
عائلة في انتظار لمّ الشمل
لم يكن علي قادرًا على حضور زفاف شقيقته غدير على خطيبها علي كاشاب بسبب مهامه العسكرية. ومع تصاعد القصف في القرية، اضطرت العائلة للفرار إلى بيروت قبل أن يتم إجلاؤهم إلى أيرلندا بمساعدة السفارة الأيرلندية. لكن علي كاشاب لم يتمكن من السفر مع عائلته إلى أيرلندا.
الآن، يناشد منير الحكومة لإصدار تأشيرة لزوج ابنته ليتمكن من الانضمام إليهم في كيلكيني، حيث يقول: “زوج ابنتي خريج جامعي وعامل مجتهد. كل ما نريده هو أن يكون مع زوجته، حيث لا يشعر بالأمان في لبنان”.
أمل في مستقبل أكثر أمانًا
رغم التحديات، يبقى منير زبد متفائلًا بلمّ شمل الأسرة قريبًا، قائلًا: “كل ما أتمناه هو أن يعود ابني وعائلتنا كاملة إلى أيرلندا بأمان”.
في هذه القصة، يمتزج الفخر بالواجب العسكري مع الألم الشخصي لفقدان أفراد الأسرة، فيما يبقى الأمل في مستقبل آمن ولمّ الشمل حلمًا ينتظره الجميع.
المصدر: Independent