Slide showأخبار أيرلندا

بين ألم الفقد وأمل اللجوء: وفاة طفلة سورية في لبنان قبل إتمام رحلتها إلى الأمان في أيرلندا

Advertisements

 

وسط ظروف حياتية قاسية وأحلام مؤجلة، فقدت عائلة سورية طفلتها الصغيرة هدى الأشقر في لبنان، وهي على أعتاب رحلة أمل إلى أيرلندا. وفاة هدى لم تكن مجرد فقدان شخص عزيز، بل كانت أيضًا شهادة على الصعوبات التي يواجهها اللاجئون العالقون في مخيمات مكتظة وبيئة غير آمنة. بين الحرب والمأساة، تقف عائلة الأشقر، مثل مئات الأسر الأخرى، في انتظار مستقبل غير واضح. في هذا التقرير، نتعرف على معاناتهم وآمالهم وخيبة أملهم، وعلى رحلة فقدان هدى التي تحوّلت إلى رمز للمأساة وللصبر.

وتوفيت الطفلة هدى الأشقر (3 سنوات) في لبنان قبل أن تتاح لها فرصة الوصول إلى أيرلندا، حيث كانت تنتظر مع عائلتها إعادة توطينهم. يشعر والدها زهير الأشقر ووالدتها ضحى الدايخ بأن السلطات الأيرلندية مسؤولة جزئيًا عن وفاتها، بسبب التأخير في الإجراءات وعدم تقديم المساعدة الطبية اللازمة في أسابيعها الأخيرة.

وانتقلت ضحى وزهير إلى لبنان هربًا من الحرب السورية عام 2013، حيث عاشا في خيمة بسيطة شمال البلاد. كان هذا العالم هو كل ما يعرفه ابنهم محمود (7 سنوات) وابنتهم هدى قبل وفاتها في أوائل شهر 9 الماضي. بعد رحيلها، أصبح المخيم أكثر هدوءًا وكآبة، ويقول زهير بحزن إن الأجواء باتت “محبطة جدًا”.

كانت العائلة ضمن نحو 375 لاجئًا سوريًا عرضة للخطر تم اختيارهم لإعادة التوطين في أيرلندا بعد زيارة وفد أيرلندي للبنان في شهر 11 لعام 2022. من بين هؤلاء، كان 185 منهم أطفالاً دون سن الـ18 في ذلك الوقت.

على الرغم من وعدهم بالوصول إلى أيرلندا قبل نهاية عام 2023، لم تصل سوى أربع عائلات فقط، مما ترك العشرات من الأسر محاصرة في بيئة مليئة بالخوف واليأس. وقد أشار العديد منهم إلى أنهم لم يتلقوا أي اتصال من السلطات الأيرلندية أو من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ ذلك الوقت.

ومع تصاعد الصراع في 9/23 الماضي بين إسرائيل وحزب الله، اضطرت بعض الأسر إلى النزوح لمسافات طويلة، حيث ناموا في الشوارع أو في ملاجئ مؤقتة، وتعرض الأطفال لنوبات هلع بسبب أصوات الطائرات الحربية والقصف. البعض الآخر بقي في مناطق مستهدفة بالهجمات، متخوفين من أن يتم إغلاق المطار الدولي، الذي يُعد طريقهم الوحيد للخروج من لبنان.

كانت عائلة الأشقر تخوض معركتها الخاصة بعد فقدان هدى، حيث أصيبت الطفلة بمشاكل صحية بعد لقائهم مع الوفد الأيرلندي؛ بدأت تدريجيًا تفقد القدرة على الكلام ثم المشي. ورغم محاولات زهير للحصول على تشخيص ورعاية طبية ملائمة، إلا أن ضعف البنية الصحية في لبنان زاد الوضع تعقيدًا.

ودخلت هدى المستشفى في بيروت، لكن التكاليف الباهظة دفعت المستشفى للتهديد بطردها، على الرغم من أنها كانت في غيبوبة حينها.

وتوجه زهير إلى القنصلية الأيرلندية في لبنان، يطلب تسريع إعادة التوطين أو المساعدة في علاج ابنته، لكنه قوبل بالرفض.

ويقول زهير بمرارة: “بذلت كل جهدي لعلاجها أو السفر بها إلى بلدكم، لكن الموت كان أسرع، وكل ذلك بسبب الإهمال وعدم الاكتراث من قبل السلطات المسؤولة عن إعادة التوطين”.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الأطفال والمساواة والإعاقة والاندماج والشباب، التي تدير برنامج إعادة التوطين، إن أزمة السكن المستمرة في أيرلندا وزيادة طلبات الحماية الدولية ووصول أعداد متزايدة من الأوكرانيين أثر على قدرة البلاد على استضافة اللاجئين من لبنان. وأضاف أن جهودهم مستمرة لضمان وصول العائلات في أقرب وقت ممكن.

وفي ظل هذه الظروف، تعيش عائلة الأشقر في خيمة هشة لا تقيهم البرد في الشتاء ولا الحر في الصيف، تقع قرب مكب نفايات حيث تتجمع مياه الصرف الصحي، مما يزيد من سوء الأوضاع الصحية والبيئية.

واليوم، يتمنى زهير لابنه محمود أن يحظى بمستقبل أفضل، بتعليم وسكن آمن وفرص جديدة بعيدًا عن الحرب.

 

المصدر: Irish Times

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.