باسل الخلف يكتب.. هكذا نحن
بقلم: باسل الخلف
تداعى الناسُ في باريسَ طُرّاً وقالوا: كاذبينَ ومُعْلِنينا
رسالةُ دينِنا للناسِ قتلٌ وقد كذبوا ونحن الصادقونا
أيخطئُ واحدٌ منا فَنُسْبَى ونُغْزَى في الديار مُسَلِّمِيْنا
نقارع غيرَنا قولا بقول وندْمَغُهُ بقول العارفينا
وآلةُ حربِهِم في كل وقْتٍ تعلِّمُنا المناحة والأنينا
وليس لهم وربِّ البتِ عهدٌ إذا طُرِحَتْ حقوقُ المسلمينا
أداروا ظَهْرَهم لما طلبنا حقوقا – قد أُقِرَّتْ – ناكرينا
ونحن قد حكمنا الناس عدلا وأمِّنِّا الخلائقَ أجمعينا
وحتى المشركون فلم نُهِنْهُمْ وأمهلهم إلهُ العالمينا
ملكنا العُرْبَ قهرا ثم طوعا فدانوا للشريعةِ مسلمينا
وأقبلَ وفْدُ نجرانَ إلينا فباهَلَهُمْ رسولُ العالمينا
وعَمْرٌو قد أعاد القِبْطَ لما أعاد زعيمَهم مُسْتبْشِرينا
وأمَّنَهُمْ من الرومانِ لما أهانوهم لرأيٍ منْكِرينا
تركنا الناسَ تعبد ما تشاءُ حمينا دُوْرّهم يا ظالمونا
وعَنْبَسةُ صحابيٌّ جليلٌ حذا حذْوَ الهُدَاةِ المهتدينا
فقال قولَهُ المشهورَ حقاً لمن أعطاهمُ عهداً مَكِيْنا
فلا تغْدِرْ وأنْذِرْهُمْ رويدأً ولا تَعْصِ رسولَ المؤمنينا
فسمْعاً أيها المحبوبُ سمعاً فلستُ بمُنْجِزٍ فِعْلاً خَؤُونا
وسلمانُ ينادي في الأعادي قُبَيْلَ الحَرْبِ يُعْلِنُها أمينا
لكم أن تُسْلِمُوا ولكم خِيارٌ تُؤَدُّونَ العطيةَ صاغرينا
أو الحربُ الضَّرُوسُ تدورُ فيكم فهل يا قومي أنتم عاقلونا؟
ولم نقْهرْ عبيدَ اللهِ ذُلَّاُ فعاش الخَلْقُ أمْناً آمينينا
وبالخْلُقِ العظيمِ فتحْنا دنيا وبالشرعِ الكريمِ مُكَبِّرِيْنا
فلا دعوى سوى ربيْ إلهٌ ولا جدْوَى بدعْوَى الجاهلينا
ويا عمرُ أميرَ العدْلِ مُرْهُمْ وأخْرِجْهُمْ وهَمُّوُا طائعينا
فقال القومُ مهْلاُ يا عبادُ لأنتم خيرُ مَنْ يهْدِي السنينا
ولما أن ْ أتانا الكُفْرُ يزهو فلم يتركْ لنا دُنْيا ودِيْنَا
جموع الحاملينَ صليبَ زُوْرٍ غَزَوْنا في الديارِ مُقَتِّلِيْنا
وهذي القدسُ تشْهَدُ ما أباحوا من القتلِ المُدَبَّرِ ما كرينا
فماضيهم وحاضرُهمْ سواءٌ فدَعْهُمْ يحْشِدُون ويَقْذِفُونا
فكم قتلوا وكم سفكوا دماءً وقَطَّعُوا أرضَنا مُسْتَكْبِرِيْنا
وفي بغدادً إجرامٌ وربي كأعمالِ الوحوشِ مُكَشِّرِيْنا
وشرَّدَنا وأفقَرَنا لِأَنا نُوَحِّدُ خالقاً وَنُجِلُّ دينا
ولن ترضى اليهودُ ولا النصارى علينا يا جُمُوعَ المسلمينا
فخافوا من دخول الحقِّ أرضاً فهَبُّوا يقتلون ويسجنونا
رمَوْنا بالمُرُوق ِعن السجايا فمن أسدى إلى الدنيا الرزينا ؟!
ودعْوًتُنا لكلِّ الناس طرا رسالةُ رحْمَةٍ للحائرينا
وصرْنا عندهم في كلِّ وادٍ نُرَتِّلُ آيَنا مُسْتَعْذِبينا
وإن الحق ينصُرُهُ رجالٌ إذا ملكوا السلاحَ مُعَظِّمِيْنا
وإن النصرَ يا قومي قريبٌ لمن نصرَ القُرَانَ مُهَلِّليْنا
فلا والله ما نحيا كراما ودينُ اللهِ يُهْمَلُ ساكتينا
ولن نغزو قلوبَ الناسِ حتى نُعِزَّ نبيَّنا مُتَمَسِّكِيْنا
ونحن – إن ظُلِمْنا -في دفاعٍ ونضرِبُ حين نضربُ عادلينا
فلا يأتينا في الضراءِ عِلْجٌ يعلمُنا السماحةَ طالبينا
فنحن من هدينا للمعالي ونحن مَنْ هدينا العالمينا
فبئس ما عقدتم من جموعٍ لتلتسموا النماء منافقينا
وقد عذبتمُ الأطفالَ جوعا وقتلا هائمين مُعَذِبينا