في ظل التحديات الجديدة التي تواجه المجتمع الأيرلندي اليوم، يشدد مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في أيرلندا على أن الترحيب بالمهاجرين ليس مجرد واجب اجتماعي، بل هو واجب ديني مقدس للمسيحيين. وفي هذا السياق، نشر المؤتمر رسالة رعوية بعنوان “مئة ألف ترحيب؟”، تهدف إلى تعزيز مبدأ الكرامة الإنسانية وحث الأفراد على تحويل رعاياهم وبيوتهم إلى أماكن للضيافة والملاذ الآمن.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
الإيمان والضيافة في قلب الهوية الأيرلندية
تمثل الكاثوليكية جزءًا أساسيًا من الهوية الأيرلندية، وهي دين مهاجر في حد ذاتها، إذ كان القديس باتريك، الذي جلب الإنجيل إلى أيرلندا، مهاجرًا وعبدًا سابقًا. وقد لعبت الجالية الأيرلندية في المهجر دورًا بارزًا في نشر هذا الإيمان في مختلف أنحاء العالم. البابا فرانسيس، الذي ينحدر من أسرة مهاجرة، يؤكد باستمرار على كرامة وقدسية رحلة المهاجر، داعيًا إلى تجاوز التصنيفات مثل “لاجئ” و”طالب لجوء”، والاعتراف بالإنسانية المشتركة بيننا.
الهجرة: قصة قديمة بجوانب جديدة
لطالما كانت الهجرة جزءًا من التاريخ الأيرلندي؛ من المجاعة الكبرى في القرن التاسع عشر، التي دفعت الملايين إلى مغادرة البلاد، إلى موجات الهجرة الاقتصادية في الخمسينيات والثمانينيات. اليوم، أصبحت أيرلندا وجهة للهجرة بدلاً من نقطة انطلاق، مما يفرض مسؤوليات جديدة وفرصًا للتنوع والاندماج.
يواجه العديد من المهاجرين تحديات مثل نقص السكن وفرص العمل، إلى جانب التوترات الاجتماعية الناجمة عن التغيرات السكانية السريعة. في ظل هذه التحديات، تتعالى بعض الأصوات الداعية إلى إغلاق الحدود، مدفوعة بالخوف والقلق الاقتصادي.
أمثلة على الاندماج الفعلي
تظهر قصص مثل قصة إيرين نونيس، المهاجرة البرازيلية التي تعمل كخادمة كنسية في رعية باليهاونيس في مقاطعة مايو، كيف يمكن للرعايا أن تصبح مساحات للانتماء والصداقة بين الوافدين الجدد والمجتمعات المحلية. ويؤكد البابا فرانسيس على أهمية خلق “ثقافة اللقاء” التي تتجاوز التسامح إلى الاحترام المتبادل وبناء علاقات حقيقية.
دور الكنيسة في تعزيز الاندماج
يمكن للكنائس أن تلعب دورًا محوريًا في عملية الاندماج من خلال تقديم الدعم الروحي والعملي للمهاجرين. يجب أن تتجاوز الرعايا مرحلة الترحيب إلى توفير إحساس حقيقي بالانتماء، مما يعكس نموذجًا عمليًا لما يمكن أن يكون عليه الاندماج في المجتمع.
الهجرة كمصدر قوة للاقتصاد والمجتمع
بالرغم من التحديات المرتبطة بالسكن والخدمات الصحية والتعليم، فإن المهاجرين غالبًا ما يشكلون جزءًا من الحلول لهذه المشكلات. يعتمد الاقتصاد الأيرلندي، الذي يتمتع بمستوى عالٍ من التوظيف، بشكل كبير على العمال المهاجرين في قطاعات مثل الرعاية الصحية والضيافة والتكنولوجيا.
مستقبل أيرلندا: تعزيز قيم الضيافة والعدالة
مع تحول أيرلندا إلى مجتمع متعدد الثقافات، يجب أن يتمسك المجتمع بالقيم التي طالما عُرف بها: الانفتاح، واللطف، والعدالة. بدلاً من التخلي عن هذه القيم في مواجهة التحديات، يجب أن يتم تطويرها وتعزيزها.
ويختتم الدكتور غاري كارفايل، السكرتير التنفيذي للجنة القضايا الاجتماعية والشؤون الدولية في مؤتمر الأساقفة الكاثوليك، قائلاً: “دعوتنا كمسيحيين هي العيش وفقًا لإنجيل المسيح في هذا العصر، وبناء مجتمع يمكن لكل شخص، بغض النظر عن أصله، أن يشعر فيه بالانتماء”.
المصدر: Irish Times
