أوروبا تواجه أزمة المهاجرين: أيرلندا بين الاحتجاجات والمخاوف ودول أخرى تتخذ خطوات صارمة
مع تفاقم أزمة الهجرة في أوروبا، تواجه الحكومات تحديات متزايدة لضبط تدفق المهاجرين وإيجاد حلول تحمي حقوق اللاجئين وتضمن سلامة المجتمعات المضيفة. وفي قلب هذه الأزمة، تتخذ أيرلندا ودول أخرى إجراءات حاسمة لمعالجة التداعيات المتزايدة.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هن
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
أيرلندا: تحديات الإسكان وزيادة الضغط على الخدمات
لطالما جذبت أيرلندا المهاجرين بسبب اقتصادها المزدهر، لكن التدفق الهائل للاجئين بعد جائحة كورونا وأزمة أوكرانيا أدى إلى زيادة الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة. تشير الإحصائيات إلى أن 20% من سكان أيرلندا البالغ عددهم 5.4 مليون نسمة وُلدوا خارج البلاد.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، استقبلت أيرلندا حوالي 110 ألف لاجئ أوكراني، مما جعلها واحدة من أعلى الدول الأوروبية استيعابًا للاجئين مقارنة بعدد السكان. في الوقت نفسه، سجلت طلبات اللجوء أرقامًا قياسية، مدفوعة بزيادة كبيرة في المهاجرين من نيجيريا.
ودفع إلغاء الحكومة لسياسة إسكان جميع طالبي اللجوء العام الماضي المئات من الرجال العزاب للنوم في الخيام أو الشوارع، مما أثار احتجاجات محلية وأعمال عدائية، بما في ذلك زيادة في حوادث الاعتداء وإشعال النار في مراكز استقبال اللاجئين.
ومع اقتراب الانتخابات المقررة يوم الجمعة القادمة، أصبحت الهجرة قضية محورية، حيث يتزايد الدعم للسياسات التي تتخذ موقفًا أكثر صرامة.
إيطاليا: حلول مبتكرة عبر ألبانيا
تحت قيادة جورجيا ميلوني، اتجهت إيطاليا إلى استراتيجيات غير تقليدية عبر توقيع اتفاقية مع ألبانيا لاستقبال اللاجئين في مراكز تديرها إيطاليا. ساهمت هذه الخطوة في تقليل تدفق المهاجرين بنسبة 61% مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، أثارت هذه السياسة انتقادات حقوقية واسعة.
فرنسا: تعزيز الرقابة الحدودية
أعلنت فرنسا عن فرض إجراءات رقابية صارمة على حدودها مع ست دول أوروبية لمواجهة التهديدات الإرهابية وشبكات تهريب البشر. تمتد هذه الإجراءات حتى شهر 4 من العام القادم مع إمكانية التمديد.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر باريس في الضغط على بريطانيا لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد عصابات التهريب، وسط انتقادات متبادلة حول تحمل المسؤولية.
ألمانيا: تغييرات مرتقبة في السياسة
مع اقتراب الانتخابات في شهر 2 من العام القادم، يبدو أن الألمان مستعدون لتغيير القيادة لصالح فريدريش ميرز الذي يتبنى موقفًا صارمًا تجاه الهجرة. تركز السياسات الألمانية الجديدة على إعادة طالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن طلباتهم، مما يعكس تحولًا جذريًا بعد سياسات أنجيلا ميركل المفتوحة في 2015.
النمسا وهولندا: سياسات أكثر تشددًا
اعتمدت النمسا برنامج “قلعة النمسا” لتعزيز الرقابة الحدودية وإيقاف اللجوء عبر قوانين الطوارئ. أما هولندا، فتستعد لإطلاق سياسات لجوء هي الأكثر صرامة في تاريخها، تشمل تقليص مدة تصاريح اللجوء وتقييد لم شمل العائلات.
الأزمة الأوروبية: بين الاحتياجات الاقتصادية والمخاطر الاجتماعية
رغم أن الهجرة تُعتبر عاملًا ضروريًا لملء الوظائف الشاغرة ودعم النمو الاقتصادي، إلا أن التدفق غير المنضبط يفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية والخدمات العامة. وبينما تبحث الدول الأوروبية عن حلول متوازنة، يبقى التوتر بين الاحتياجات الإنسانية والمصالح الوطنية عاملًا حاسمًا في تشكيل سياسات الهجرة المستقبلية.
المصدر: Daily Mail