أزمة اللجوء تتفاقم في أيرلندا: توترات محلية وتعاطف مع تاريخ الهجرة الطويل
تجد الدولة نفسها في قلب أزمة هجرة متفاقمة بينما تشدد بريطانيا قوانينها الهجرية، ما أدى إلى انقسام واضح في البلاد. دبلن أصبحت مركز الأزمة، حيث أُقيمت مدن من الخيام في أرجاء المدينة نظرًا لنقص السكن.
- تبرعك سيساعدنا في إيصال رسالتنا- للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
بالرغم من جو الاستمتاع بأشعة الشمس على طول قناة جراند، يواجه المهاجرون تحديات جمة، إذ يخضعون لاستجوابات من قبل الشرطة في خيامهم، فيما تُرفع الأسوار الحديدية لمنع انضمام آخرين إليهم.
التوتر بين السكان المحليين وطالبي اللجوء يتصاعد وسط أزمة السكن وارتفاع الضرائب ومشاكل الرعاية الصحية، حيث يعلن البعض أن “أيرلندا ممتلئة”. ومع ذلك، هناك إجماع على أن تاريخ البلاد الغني بالهجرة يعزز من تفهمها لوضع المهاجرين الحالي.
وقال شاير، الذي فر من الصومال إلى دبلن ووصل في شهر 2 الماضي، لـ (MailOnline): “اخترت أيرلندا لأن لديها تاريخًا من الهجرة، والأيرلنديون يعرفون كيف نشعر”.
وأوضح جمال ناصر أحمدي، لاجئ أفغاني، أنه يرى في أيرلندا أرض الأمان والفرصة لحياة أفضل، قائلاً: “لن أخاطر بالعودة إلى المملكة المتحدة بسبب خطر الإرسال إلى رواندا”.
الوضع في أيرلندا يشتعل بتدفق الناس فجأة، كما تقول آن هوسباك من كولوش: “لم يكن لدينا السكن الكافي، والأشخاص الذين ليس لديهم مأوى يشعرون بالغضب لرؤية المهاجرين يحصلون على المزايا”.
وتواجه الحكومة تحديات في التعامل مع “مدينة الخيام” في دبلن، حيث تم تفكيكها باستخدام الجرافات، وأُجبر السكان على الانتقال إلى الجبال، حيث يعيشون في خيام وراء أبواب معدنية مع حراسة على مدار الساعة.
وأبلغت الحكومة الشهر الماضي، بأنها ستنفق 5 مليارات يورو على إيواء المهاجرين في عقارات تملكها الدولة خلال العقود القادمة، ومن المتوقع أن يصل عدد الوافدين إلى أيرلندا كل عام بين 13,000 و16,000 شخص.
وفي ظل تصاعد التوتر والعنف المحتمل، يُظهر البعض تعاطفًا أكبر، مستذكرين تاريخ أيرلندا الهجري.
تتابع الأزمة بتوتر متصاعد بين السكان المحليين وطالبي اللجوء، حيث يبدي النشطاء اليمينيون معارضتهم من خلال تنظيم مظاهرات تحت شعار “أيرلندا ممتلئة”. وتجري الشرطة تحقيقات في سلسلة من الهجمات الحارقة التي استهدفت المواقع المخصصة لمخيمات اللاجئين، مما يزيد من حدة الأزمة المتفاقمة.
وعلى الرغم من التهديدات بالعنف، يبدي آخرون تعاطفًا أكبر مع الوضع المحفوف بالمخاطر، مستذكرين تاريخ أيرلندا الهجري. يقول أولتان دويل، مدير مشروع من جنوب دبلن: “كدولة، شهدنا نموًا على مر السنين، وكان من الحتمي أن نصل في نهاية المطاف إلى نقطة تصل فيها السكن والرعاية الصحية والتعليم إلى نقطة الانهيار”.
ويُضيف بيتر أودونيل، وهو من الجيل الشاب، تأملات حول التاريخ الهجري للأيرلنديين: “استفاد الأيرلنديون على مر السنين من الهجرة. أعتقد أنه إذا لم يرَ الناس ذلك، فهم على الأرجح لا يرون الصورة كاملة وليسوا على اتصال كامل بتاريخنا. في أمريكا، كان هناك تاريخ من العنصرية ضد الأيرلنديين، وهو ما يشير إلى وجود تعصب هنا أيضًا”.
وفي هذا السياق، يعبر سيان أورايلي، البالغ من العمر 46 عامًا من أران كواي، عن استيائه من توجهات الحكومة: “تهتم الحكومة بالمهاجرين ولا تكترث للأيرلنديين”.
وفي ظل هذه الظروف، يبرز الغضب لدى البعض في دبلن من أن أموال دافعي الضرائب تُنفق على الهجرة دون فائدة واضحة للمجتمع المحلي. يقول باتريك كيلي، سائق حافلة يبلغ من العمر 65 عامًا من مقاطعة أثلون: “يجب أن تُستخدم أموال دافعي الضرائب لتحسين المستشفيات وإضافة المزيد من الأسرة لأن الناس حقًا عالقون في الرواق”.
ومع تصاعد الأحداث، يظهر التحدي الذي يواجهه البلد الصغير على الخريطة، حيث يتوقع أن يكون مضيفًا كريمًا لكل من يأتي عبر أوروبا، وهو ما يثير قلق العديد من السكان الذين يشعرون بأن أيرلندا قد أصبحت “مكان تجميع” لأزمة المهاجرين الأوروبية.
المصدر: Daily Mail