من الألم إلى الأمل: رحلة مجتمع دبلن نحو التعافي بعد أحداث العام الماضي
بعد مرور عام على حادثة الطعن المروعة التي استهدفت طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات بالقرب من مدرستها في دبلن، وما تبع ذلك من شغب واسع النطاق وأعمال نهب، لا تزال آثار الصدمة تخيم على طلاب وأولياء الأمور والموظفين في مدرسة (Gaelscoil Choláiste Mhuire) في ساحة بارنيل.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
الطفلة، التي كانت في مرحلة التعليم الابتدائي، تعرضت لإصابات خطيرة غيّرت مجرى حياتها. ورغم خروجها من المستشفى قبل شهرين، لا تزال تعاني من إصابة مكتسبة في الدماغ، مما أثر بشكل كبير على حياتها اليومية.
وأوضحت والدتها في بيان: “اضطررنا إلى إعادة تعلم كيفية تربية طفلتنا، وهي بدورها تعيد اكتشاف طفولتها وسط قيود شديدة”.
وفي بيان صادر عن المدرسة، أكدت أن “الصدمة لا تزال حاضرة بشكل قوي لدى العديد من أفراد المجتمع المدرسي، بما يشمل الطلاب وأولياء الأمور والموظفين”.
وأشارت المدرسة إلى أنها لن تقدم أي تعليقات إضافية لتجنب إعادة إحياء الصدمة لدى المتضررين.
ووصفت محكمة دبلن الجزائية، أعمال الشغب بأنها “واحدة من أعظم أمثلة الفوضى العامة في تاريخ الدولة”.
وبدأ الشغب بمحاولات لخرق الطوق الأمني حول مسرح الجريمة وانتقل سريعًا إلى وسط المدينة، حيث تعرضت الشوارع والمحلات لأعمال نهب وتخريب استمرت لساعات.
كما تعرضت خدمات النقل العام والعاملون في الطوارئ للهجوم، ما أسفر عن إصابة 13 من أفراد الشرطة.
وفقًا للدكتور جوني كونولي، عالم الجريمة بجامعة ليمريك، كان للهجوم خلفية معقدة تضمنت مشاعر متزايدة مناهضة للمهاجرين، والتي تفاقمت بعد إدانات إعلامية سابقة ووسط أزمة سكنية مستمرة. كما أشار إلى استغلال عناصر يمينية متطرفة للوضع لنشر أجنداتهم.
وأدت الحادثة إلى تحسينات في تعامل الشرطة مع المجتمع المحلي. تم إنشاء مكتب وطني للأمان المجتمعي، كما تم تفعيل كاميرات للجسم وتوسيع قدرة الشرطة على حفظ النظام. ووفقًا لتوصيات فريق عمل دبلن، تم اقتراح زيادة أعداد الشرطة بـ 1,000 عنصر إضافي لتعزيز الأمان.
واختارت أسرة الطفلة التركيز على التعافي والتغلب على التحديات. وفي بيان مؤثر، قالت والدتها: “لا نرغب أن يرتبط ما حدث لابنتنا بالغضب والكراهية التي نتجت عن أعمال الشغب. نحن نختار النهوض والانتصار والصمود”.
وتواصل الأسرة العمل على دعم الطفلة في رحلتها الطويلة نحو الشفاء، مع الأمل في تحقيق تحسن مستقبلي بفضل الوقت والرعاية.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال دبلن تعاني من آثار الشغب، حيث انخفضت حركة المارة بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي. ومع اقتراب موسم الأعياد، تُبذل جهود لضمان الأمان وتعزيز الثقة بين السكان والزوار.
المصدر: RTÉ