الثقافة الجنسية والجالية المسلمة في آيرلندا
في ثقافتنا العربية غالبا ما نجد هناك تفاديا للحديث أو النقاش أو الخوض في العلن للمثلث المحرم.
ما هو المثلث المحرم؟ انه المتكون من ثلاثة أضلاع لكل ضلع يمثل موضوع من المواضيع التالية: الجنس، الدين، والسياسة.
قد تكون بعض المجتمعات العربية قد تخلصت من الضلع الاخير وهو السياسة بعد انقلابات الربيع العربي ولكن الضلعين الآخرين لايزالان محرمان تقريبا.
ما يهمنا هنا هو الحديث عن مواضيع ترفع من مستوى الوعي لدى الأسرة والمجتمع تمثل ثقافة جنسية.
لماذا؟
تحت هذا العنوان الفرعي نتكلم عن أهمية المعرفة والوعي الجنسي لأفراد المجتمع.
وذلك لأنها تمثل تحذير ووقاية من مخاطر الجهل بها ولو بعد حين.
فمثلا تفاديا لحدوث حمل غير مخطط له
أو لانتهاكات أو تحرشات قد تحدث للأطفال دون أن يفقهوا هذا الموضوع.
أو لأنه يخلق ركن ومساحة آمنة للمراهقات والمراهقين لدى عوائلهم بدلا من الاستعانة بمصدر معلومات خارجي والذي غالبا ما يمثل (أحد المحذورات) كصديق سوء أو جهة استغلال. ويستحسن ان تصارح المرأة ابنتها والرجل ابنه.
أو ربما الجهل بعواقب الممارسات السيئة توقع الإنسان في مشاكل مستقبلية كممارسة العادة السرية سواء للذكر أو الانثى على حد سواء.
من جهة أخرى الطريقة القديمة في حجب المعلومات إلى أن يكبر الاطفال لا يمكن إحرازها وضمانها وذلك لوقوع الأجهزة الذكية والوسائل التكنولوجية الأخرى والانترنت وغيره من المؤثرات لدى الكثير من الاولاد والبنات وان لم يكن لدى ولدك او بنتك فصديقه وصديقتها لديهم.
وبذلك سيمثل الفضول حافز ووسيلة جذب لدى الكثير في التعرف على التغيرات التي تحدث في أجسامهم.
الخلاصة
هناك حاجة ماسة إلى الوعي في هذا الجانب وفهمه وفهم مساوئ وتأثيرات سوء الاستخدام.
علما ان المدارس الابتدائية في ايرلندا لديهم مجموعة من المحاضرات ضمن Health and Safety تندرج ضمنها وعلى مراحل تبدأ بالتعريف بالأعضاء التناسلية وتعريف الأطفال الصغار بأن هناك مناطق في أجسامهم تعتبر مناطق خاصة (Private ) أو(محظورة) على الغير ان يلمسها أو يلعب بها.
وصولا إلى مرحلة الخامس والسادس الابتدائي يتم التطرق إلى التغيرات الفسيولوجية والهرمونية الجسمية وما يصاحبها من بدايات تغيير كإفراز الحيامن والبيوض والحيض إلى اخره … ومن ثم المعاشرة الزوجية بين الذكر والانثى.
وهنا يتم التطرق بحذر شديد من قبل المعلمات في هذا الموضوع، وهم يشددون على الأطفال ان لا يعملوا اي اتصال جنسي ما لم يبلغوا العمر القانوني وهو ١٧ سنة.
لكن ثقافة البلد كما نعرف تتيح للأصدقاء الحميمين (بوي فريند وكيل فريند ) ان يمارسوا معا لكن بعمر الموافقة وهو ١٧ سنة.
قابلت المعلمة مرة واخبرتها ان ثقافتنا تختلف وان الجنس قبل الزواج محرم ولا يتقبله الأهالي.
كذلك ذكرت هذا الأمر في محاضرة في الجامعة الأيرلندية الوطنية في جالوي ضمن مادة الثقافات المختلطة وتحدياتها أمام جمع من الأيرلنديين والبروفيسورة التي احترمت هذا الأمر.
وهنا يجدر بالأخوة المعنيين بالأمر سواء
أعضاء مجلس الأديان أو المجلس الاسلامي أو اي منظمة تهتم بشؤون المسلمين في آيرلندا ان ينضموا أنفسهم لطرح هذا الأمر وتثقيف أصحاب القرار في آيرلندا ورفع مستوى انتباههم إلى أن يوجهوا المعلمات والمعلمين لهذا الأمر والتفريق بين الثقافات.
خاصة وأن المعروف هنا أن الأطفال لايزالون في عهدة ولاية أو وصاية ابائهم إلى أن يبلغوا عمر ١٨ سنة.
معلومة اخيرة: يحق لولي الأمر ان لا يوافق على دخول طفله المحاضرة لكن عليه أن يذكر السبب.. لكن هذا الحل غير كاف في رأيي لأنه سيحرم الأطفال من معرفة أمور مهمة أخرى.