كتاب وأراء
سوسن حافظ تكتب.. فراشة
غالباً لن تخبرك الفراشة الرقيقة أبداً عن لياليها الطويلة التي قضتها في ثوب دودة مروعة..
ستحاول دائماً أن تنسى مذاق الطعام الذي كانت تكرهه، والظلام الذي كان يخيفها،
لن تعترف أنها هي من نسجت بنفسها شرنقة ضيقة لتختبئ فيها وتصوم عن الناس وعن الكلام ..
وحذار أن تقترب من ذكرياتها يوم الهروب عندما اكتمل نصاب الحزن وعبأت قوتها لتثقب الجدار ..
لم تعرف نفسها عندما مرت على صفحة الماء الذي أخبرها أنها جميلة ، لم تصدق لمعة عيون المحبين عندما أمطروها بثنائهم ، وكأن ألوانها التي ذابت من فرط الألم قررت أن تكافئها بلوحة من جمال لم تعرفه أبداً عن نفسها ..
العجيب أن أثر الفراشة رغم هشاشتها يظل عالقاً بالقلب ..
أثر الفراشة لا يزول ولا ينمحي..