Slide showالهجرة واللجوء

ابنتي تصرخ: لا أريد العودة! أسرة تواجه مصيرًا مؤلمًا مع اقتراب الترحيل

Advertisements

 

في مشهد يصفه “نيلز هيستيك” وأسرته بأنه يشبه العيش على “طابور الإعدام”، يعيشون في انتظار قرار الترحيل الذي قد يدمر حياتهم بعد رفض طلبهم للجوء والإقامة في البلاد.

هربت هذه الأسرة من جنوب إفريقيا في شهر 6 من العام الماضي، بحثًا عن ملاذ آمن بعيدًا عن العنف المتفشي والتهديدات المستمرة التي يواجهونها يوميًا. ووفقًا لما قاله “نيلز”، فإن حياتهم في وطنهم أصبحت مليئة بالخوف والرعب الدائم، ويخشى أن العودة تعني مواجهة الخطر الذي فروا منه.

ورغم مرور أكثر من عام على وصولهم إلى أيرلندا، إلا أن شبح الترحيل بات يطاردهم. فبينما لم يتم إصدار قرار الترحيل بعد، يبدو أن النهاية قريبة، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد الجنوب أفريقيين الذين يواجهون أوامر الترحيل بشكل كبير هذا العام.

ويعتقد “نيلز” أن توقيت وصولهم إلى أيرلندا لم يكن لصالحهم. فيقول بحزن: “لو كنا قد جئنا في وقت آخر، لكانت أيرلندا قد وفرت لنا الحماية. لدينا قضية قوية، ولكن التغيرات السياسية والضغوط على الحكومة دفعتها لإظهار أنها تتعامل بحزم مع المهاجرين. هذا الأمر يسبب لي الكثير من الألم”.

وبينما تصنف وزارة العدل، جنوب إفريقيا كدولة “آمنة”، يرى “نيلز” وزوجته أنهما لا يشعران بالأمان. ويشير إلى تحذيرات وزارة الخارجية نفسها التي تؤكد على خطورة الجريمة في جنوب إفريقيا، حيث تعرض هو شخصيًا لعدة تهديدات مسلحة ومحاولات سطو، وكان يوميًا يواجه الرعب من احتمالية فقدان حياته أو حياة أسرته.

وأحد أكثر الأحداث التي تسببت في قرارهم بالرحيل كانت محاولة اختطاف ابنتهما من مركز تجاري. يقول “نيلز”: “لم يكن من السهل أن نترك وطننا، لكن عندما شعرت بأن حياة ابنتي في خطر، لم يعد هناك خيار سوى الهروب”.

ابنتهم، التي عانت من اضطراب ما بعد الصدمة عند وصولهم إلى أيرلندا، أصبحت اليوم تشعر بالأمان بفضل الدعم النفسي الذي تلقته. ومع ذلك، يبقى الخوف من الترحيل يشكل تهديدًا جديدًا لها ولأسرتها.

ورغم تقديم الأسرة لطلبات لجوء متعددة، تم رفضها بحجة أن جنوب إفريقيا دولة “آمنة”. في المقابل، يؤكد “نيلز” أن الجريمة والعنف لا يميزان بين الناس في وطنه. “نحن فقط نبحث عن الأمان. ابنتي الآن بدأت في تكوين صداقات والانخراط في المجتمع، هل يمكننا العودة إلى حيث كنا نعيش في خوف دائم؟”.

الألم والمعاناة ظهرت جلية عندما أخبر “نيلز” ابنته بقرار رفض اللجوء الأخير. الطفلة التي كانت تعيش يومًا سعيدًا، عادت إلى حالة من البكاء واليأس وهي تردد: “لا أريد العودة، لقد كوّنت أصدقاء هنا. لماذا يجب علينا المغادرة؟”.

أيرلندا كانت بالنسبة لهذه الأسرة مصدرًا للأمل والخلاص. ورغم الدعم الكبير الذي تلقوه من المجتمع الأيرلندي، يشعرون الآن أن السياسة قد قست عليهم، ويعيشون في خوف من العودة إلى ما يصفونه بالجحيم الذي تركوه وراءهم.

وتأمل الأسرة أن تعيد الحكومة النظر في قضيتهم، لأن حياتهم ومستقبل أطفالهم باتا على المحك.

 

المصدر: Irish Times

A Zeno.FM Station
زر الذهاب إلى الأعلى

يرجى السماح بعرض الإعلانات

يرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.