الرئيس هيغينز يدعو لإصلاح شامل للأمم المتحدة وتحقيق العدالة العالمية
في خطابه الذي حمل نبرة تحذيرية، دعا الرئيس مايكل دي هيغينز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحديات العالمية التي تهدد الإنسانية والبشرية.
- تبرعك سيكون له دور كبير في دعم رسالتنا وإحداث فرق حقيقي – للتبرع اضغط هنااو هنا
- تواصل معنا على فيسبوك أيرلندا بالعربي– واتساب: 0830955805
- للانضمام لـ قناة تليغرام اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة اليوتيوب اضغط هنا
- للانضمام لـ قناة الفيسبوك اضغط هنا
وشدد الرئيس هيغينز، على أن العالم يعيش في ظروف خطيرة تتطلب استجابة حازمة، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بالسكوت أو التراخي في مواجهة هذه التحديات الوجودية.
وأشار الرئيس إلى تصاعد الأزمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدًا على الحاجة إلى إعادة بناء الثقة العالمية من خلال مؤسسات دولية أكثر شمولية وفعالية.
كما انتقد هيمنة خطاب القوة في الإعلام، حيث تُقاس القوة بالقدرة على الوصول إلى الأسلحة، ما يعكس الأزمة التي تواجهها البشرية.
وأكد هيغينز على أهمية أجندة 2030 للأمم المتحدة، محذرًا من الفجوة المتزايدة بين الطموحات والواقع الفعلي في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أن فقط 17% من هذه الأهداف تسير على المسار الصحيح، بينما تتراجع الكثير من المؤشرات المتعلقة بالفقر وسوء التغذية.
وأشار هيغينز إلى أن اللامساواة العالمية في تفاقم مستمر، حيث يزداد الفقر في حين أن عددًا قليلاً من الأشخاص يستحوذون على ثروات هائلة دون تحمل أي مسؤولية تجاه المجتمع أو البيئة.
واعتبر الرئيس أن هذا النوع من العولمة، الذي قادته القوى العظمى دون أي شفافية أو مراعاة للعدالة الاجتماعية أو العواقب البيئية، يتسبب في تفاقم الأزمات التي يواجهها العالم.
وحذر هيغينز من أن عبء الديون الذي يثقل كاهل الدول الفقيرة يمنعها من الاستثمار في مجالات حيوية مثل التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية، مما يعرقل قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة والتصدي لتغير المناخ. ودعا إلى ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي لمساعدة هذه الدول على تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.
وأشار هيغينز إلى أن الفشل في تحقيق السلام، والقضاء على الفقر العالمي الحاد والجوع، وكذلك مواجهة التغير المناخي وخسارة التنوع البيولوجي، قد ترافق مع عودة سباق التسلح. حيث شهدت الإنفاقات العسكرية العالمية ارتفاعًا بنسبة 6.8% لتصل إلى أعلى مستوى مسجل على الإطلاق.
كما دعا الرئيس إلى إصلاح شامل للأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، لضمان تمثيل أكثر عدالة للعالم، خاصة الدول الفقيرة التي تعاني من عبء الديون. وأكد على أهمية منح الدول الأفريقية والآسيوية واللاتينية دورًا أكبر في صياغة السياسات العالمية.
وأضاف الرئيس: “نحن نعيش في عالم من التفاوت المتزايد، حيث يزداد الفقراء فقرًا، وتستمر أقلية صغيرة في جمع الثروات دون مسؤولية تُذكر تجاه المجتمع أو البيئة”. ودعا إلى تطوير نوع جديد من العولمة التي تأتي من الأسفل، بحيث تركز على السيادة الغذائية وتقديم الخدمات الأساسية للجميع، مما يعزز الديمقراطية والمشاركة.
وأشار هيغينز إلى أن اتفاقنا الجماعي على أجندة 2030 شكل لحظة إنسانية واعدة، إلا أن التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتلاشى تدريجيًا بسبب الفجوة المتزايدة بين الطموح والعمل. وأكد أن القمة الحالية يجب أن تكون شجاعة بما يكفي لتقديم مقترحات أساسية لإصلاح الأمم المتحدة وضمان فعاليتها في المستقبل.
وفيما يتعلق بآفاق الأمم المتحدة في المستقبل، شدد هيغينز على ضرورة النظر في إصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلًا للمجتمع العالمي، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة لا يمكنها الاستمرار في هذا النظام الحالي الذي يسمح للأعضاء الدائمين باستخدام حق النقض (الفيتو) دون رقابة، مما يقوض القرارات العامة التي يتم اتخاذها في الجمعية العامة.
وختم هيغينز بتأكيده على ضرورة التضامن العالمي لمواجهة قضايا مثل الفقر، والجوع، وتغير المناخ، داعيًا إلى الاستفادة من أفضل الأدوات المتاحة، بما في ذلك العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا، لإعادة بناء الثقة والتعاون بين الشعوب والدول، وتضمن تحقيق السلام والاستدامة لمواجهة التحديات المشتركة للأجيال الحالية والمستقبلية.
المصدر: Ireland.ie